(7)(ممتزجان بالثنا الجميل على النبي المصطفى الجليل)
الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن الناس دعاء، وقيل بل صلاة الملائكة دعاء أيضا وفي معناه قلت:
صلاة الله رحمته وأما صلاة الخلق معناها الدعاء
وجملة (الصلاة) خبرية لفظا انشائية معنى، و(السلام) التحية، ورفع (مصطحبان) على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما(_( ) في (ب): هنا. وهو خطأ._) مصطحبان و(السناء) بفتح السين الضوء، و(الانعام) بفتح الهمزة جمع نعمة، وبكسرها مصدر أنعم عليه، واضافة السناء إلى الانعام من باب اضافة الصفة إلى موصوفها، والمعنى فيه مصطحبان بانعامه السنية، ورفع (ممتزجان) على أنه خبر لمبتدأ أيضا، والنبي انسان أوحي اليه بشرع؛ فإن أمر بتبليغه سمي رسولا(_( ) الظاهر أن الصواب مع من قال أن النبي مبعوث بدعوة من سبقه من الرسل إذ لا معنى في أن يوحى إليه بشرع خاص له وحده هذا إذا صح التعريف في عدم مطالبته بالتبليغ أما لو طلب منه التبليغ فيحتمل أن يكون بشرع من سبقه فيلازمه وصف النبوة لأجل التمييز بينه وبين الرسول في كون الثاني له تشريع مستقل أو أن يكون بشرع خاص وحينها يسمى رسولا وهذه القواعد لا يوجد لها ضابط من النصوص حتى يوصف مخالفها بمجانبة الصواب إلا أنها ترجع إلى تحري الأنسب بما يتلائم مع الطرفين، قال العلامة الثميني في (معالم الدين): (2/50) بعد ذكر الخلاف في المسألة: "وقيل هما بمعنى"ا.ه أي النبوة والرسالة بمعنى واحد. ومن أوضح أدلة القائلين بأن النبي هو الذي يحكم بشريعة من قبله قوله تعالى: { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا } (المائدة : 44) فذكر سبحانه أن التوراة هي شريعة الأنبياء من بني إسرائيل، فيظهر منه أن النبي يحكم بشرع من قبله. والله أعلم.
صفحة ٤٢