والمتفرد بالنظر الدقيق، نشأ مجتهدًا في تحصيل العلوم، فائقًا لإِثر أخيه الحسين فأدرك ما أدرك وسلك في تحقيق الفنون كل مسلك، كان فصيحًا ناطحًا ناثرًا سليم الصدر، متواضعًا مع الطلبة وغيرهم من سائر المسلمين.
فمنهم (١) القاضي التقي الحسين بن أحمد بن حسين المغربي الصنعاني، كان فاضلًا زاهدًا مشغولًا بالعلم لا يدع الصَّلاة في جماعة بجامع صنعاء كأخيه علي بن أحمد بن الحسين في السمت والإِخبات، وهو من المعتذرين عن الولايات بعد أن طلب إلى ذلك، توفي ثاني ذي القعدة سنة ١٢٢٣.
وعلي بن أحمد بن الحسين المغربي ترجم له صاحب "نيل الوطر" فقال: القاضي علي بن أحمد المغربي الصنعاني، كان عالمًا فاضلًا عابدًا ناسكًا مشغولًا بالعلم لم ينطق ابتداء إلَّا لضرورة، ولا يدع الصَّلاة في جماعة، يلازم جامع صنعاء ليله ونهاره، توفي سنة ١٢٢٣ في ثالث شوال (٢).
ومنهم:
القاضي الحسين بن محسن بن حسين بن محسن بن علي بن الحسين بن محمد المغربي ولد بصنعاء ١٢٤٤ أو في سنة ١٢٤٥. كان باذلًا نفسه للتدريس والتعليم، ومع تواضع وحُسن خُلُق (٣).
ومنهم القاضي العلامة الحسن بن إسماعيل بن الحسين بن محمد المغربي الصنعاني، ولد بصنعاء سنة ١١٤١، وكان مسلمًا مطلعًا بكافة الفنون من التفسير والحديث والنحو والصرف والمعاني والبيان، مع زهد، وعفاف وتواضع.
أثنى عليه الإمام الشوكاني وقال: هو من جملة من أرشدني إلى شرح "المنتقى"، توفي ﵀ سنة ١٢٠٨ فرثاه الإمام الشوكاني بقصيدتين إحداهما مطلعها:
_________
(١) نيل الوطر ١/ ٣٧٥.
(٢) نيل الوطر ٢/ ١١٨.
(٣) نزهة النظر ١/ ٢٨٠ - ٢٨١.
المقدمة / 19