كذا فليكن رزء العُلَى والعوالم ... ومن مثل ذا يهدر كن المعالم
والأخرى مطلعها:
حض المعارف من فراقك سافح ... والعذب منها بعد بُعدك مالح
﵀ (١).
نسب "المغربي":
ونسبة بيت المغربي لأنَّه من "لاعة" وهي عزلة معروفة من لواء حجة، وهي في جهة الغرب من العاصمة صنعاء وهذا عُرْفٌ يمني إذ ينسب كل شخص إلى جهته التي يرجع أصله إليها، فإن كان من جهة الشمال من صنعاء قيل في نسبته "الشامي" كالذي يجيء إلى صنعاء من لواء "صعدة"، وإن كان من جهة الغرب من صنعاء قيل مغربي، والله أعلم.
طلبه للعلم ورحلاته:
رغم كثرة المصادر التي تحدثت عن حياة الشَّيخ فإنَّها جميعًا لم تذكر أنَّه اغترب في سبيل العلم أو أنَّه طلب العلم في غير موطنه باليمن، ويبدو لمن يتصفح معالم الفقه الإِسلامي ويقرأ ثمرات القرائح والأقلام في القرن الحادي عشر الهجري أن اليمن برغم نار الحرب التي كانت تستعر بين جنباته طلبًا للإِمامة وكان الفقر ينتشر بين أبنائه والحروب القبلية تأتي على الأخضر واليابس كان عملاقًا في العلوم الإسلامية بحيث ألف الكتب المطوّلة، ومن يطالع "نشر العَرف" بجزئيه، و"التاج المكلل" يجد مئات العلماء الذين عاشوا في هذه الحقبة.
ويبدو أن الحالة السياسية هي التي منعت من انتشار العلم وضيقت حوله الخناق بحيث يبقى الإنسان دائمًا في مكانه طالبًا للأمان وللحفاظ على النَّفس والنفيس.
وسنحاول أن نذكر بعض شيوخه الذين كان لهم أثر بارز على حياته:
_________
(١) البدر الطالع ١/ ١٩٥ - ١٩٧، نيل الوطر ٣١٩ - ٣٢٠.
المقدمة / 20