بدر التمام شرح لامية شيخ الإسلام
الناشر
مركز النخب العلمية-القصيم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.
مكان النشر
بريدة
تصانيف
مِنَ الغَضَبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللهِ ﷿» (^١). وهذا هو الشاهد حيث غضب النبي ﷺ لما سُئل هذه الأسئلة التي لا طائل من ورائها.
- الحالة الثانية: السؤال عما لم يكن، وقد جاء عند الدارمي عن عبدالله بن عمر ب قال: «لا تَسْأَلُوا عَمَّا لَمْ يَكُنْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَلْعَنُ السَّائِلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ» (^٢).
- الحالة الثالثة: السؤال عن المغيَّبات التي سكت الشارع عن بيانها، ولم يرد فيها شيء عنه، فلا يُشرع مثل هذه الأسئلة إنما يقتصر فيها على ما جاءت به الشريعة.
كمن يَسْأَل ويقول: كيف يعذب الفاسق في قبره؟ وكمن يسأل ويقول: كيف يُنعم المؤمن في قبره ويمد له مد البصر؟ وكيف يكون قبره روضة من رياض الجنة؟
هذا مما سكت الشارع عنه، وكان من منهج الصحابة ﵃ عدم الخوض في السؤال عن مثل هذا وغيره أيضا، قال أنس ﵁: «نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ» (^٣).
_________
(^١) أخرجه البخاري رقم (٩٢)، ومسلم رقم (٢٣٦٠).
(^٢) أخرجه الدارمي (١/ ٦٢)، وإسناده حسن.
(^٣) أخرجه البخاري رقم (٦٣)، ومسلم رقم (١٢)، واللفظ له.
1 / 21