ولما انتقل إلى ذكر تربية بنات المسلمين ، نفض كل ما في جرابه فقال : إن تربية بنات المسلمين في مدارس الراهبات ، أدعى لحصولنا على حقيقة القصد ، ووصولنا إلى نفس الغاية التي وراءها نسعى ، بل أقول إن تربية البنات بهذه الكيفية هي التربية الوحيدة للقضاء على الإسلام من أيدي أهله .
ثم ذكر ما يترتب على دخول مدارسهم من تغيير أخلاق المرأة المسلمة حتى تتغلب على زوجها ، فقال : ومتى تغلبت المرأة هكذا تغير نظام العائلة بالمرة وأصبح الرجل في قبضة تصرفها ، فتؤثر في عقيدته ، وتبعده عن الإسلام ، وتربي أولادها على غير دين أبيهم ، وفي اليوم الذي تغذي فيه الأم أولادها بلبان هذه التربية ، تكون قد تغلبت على الإسلام نفسه ، فتلك هي أقرب الطرق وأنجح الوسائل لمحاربة الإسلام بأهله دون جلبة ولا ضوضاء ، وهي لا شك أدعى لنوال المأرب ، وبلوغ المرام ، فليس لنا إلا إتباعها ، أما السعي جهارا في محاجة المسلم ، فإنه يوقض عوامل التعصب الكامنة في نفسه ، الساكنة بين جوانحه ، فلا يمكن تذليله وهذا ليس من الحزم في شيء .
انتهى كلام المذكور ، قال بعده محمد أفندي طلعت : هذا نفثات من مصدور ، اكتفى بالإشارة إليها دون تعليق عليها ، وأرجوا أن تكون عبرة للآباء ، وذكرى للأمهات والأبناء .
صفحة ٩