والعجب منك كيف لم توجه العتاب إليهم وأنت تعلم أن صلاح الرعية بصلاح ملكها ، لأنه كالروح وهم مثل الجسد ، وهو كالعقل وهم كسائر الحواس ، وهو كالرأس وهم كسائر الأعضاء ، وهو في العالم كالشمس وهم كسائر النباتات والحيوانات ، صلاحها منوط بوجود الشمس فحيث لا توجد الشمس لا يوجد النبات ولا الحيوانات لفرط البرودة ، وقال الحكماء : الناس تبع لإمامهم في الخير والشر ، وقال أبو حازم الأعرج : الإمام سوق ، فما نفق عنده جلب إليه .
ولما أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بتاج كسرى وسواريه قال : إن الذي أدى هذا لأمين ، قال له رجل : يا أمير المؤمنين أنت أمين الله يؤدون إليك ما أديت لله فلما رتعت رتعوا .
ومن أمثالهم في قولهم : إذا صلحت العين صلحت سواقيها ، وقال الأصمعي : صنفان إذا صلحا صلح الناس : الأمراء والفقهاء .
صفحة ٤٨