والخاصي يرى الحق فيتبع ، فإذا تعلمت العربية وعرفت غرض التنزيل ، وكان في علم الله تعالى أن تكون الخليفة بعد أخيك - الرجل الأجل الصالح أطال الله أيامه ، ونال الحق منه آماله - تسنى للمسلمين كافة أن يطمعوا في فضلك ، وصدق عليك قول الله تعالى : (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) والسلام عليك وعلى أخيك سيدنا المطاع وآل جمعكم الأخصاء ورحمة الله ، وأدام الله من فضله لكم العز والسيادة ، والشوكة والإجادة ، والنفوذ والسلطان مدا الأزمان .
هذا كلام السيد مصطفى بن إسماعيل في النبراس ، أوردته بأسره ، لما أودعه من حسن المرشد ، وله في الهدية الإسلامية كلام استقصى فيه آفات اللغة الأجنبية ، من إنجليزية وفرنساوية وأن من آفاتها تغير أخلاق المسلمين ، وتهاون أمر الدين ، وتلوثهم بأخلاق هؤلاء المردة الشياطين ، واسترسالهم من شنيع القبائح ، وقبيح الفضائح ، واستيلاء أعدائهم عليهم ، وتمكنهم من قلوبهم وأجسامهم ، ولا ينبئك مثل خبير ، فإن أحببت الإطلاع على آفات الأوقات ، من هذه اللغات وغيرها من التعليمات والمكائد ، التي نصبها للمسلمين أعداء الدين ، فعليك بقراءة الهداية الكلامية من أولها إلى آخرها تجد كل الصيد في جوف الفرا ، وكذلك ينبغي الإطلاع على مقاصد النبراس ، والالتفات إلى مراشده فإنها النصائح البليغة ، والعضات الكاملة ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
الفصل الرابع : في حلق اللحى
وقد وافقنا المعترض على منعه ، إن اللحية قد نشر بريق النفاق على رؤوس الأشهاد ، فلا كلام فيه ، لأنه فرغ من الحكم فيه ، صرح الأثر بقاص اللحية أنه فاعل كبيرة ، فالحالق أولى منه .
صفحة ٤٣