بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

نور الدين السالمي ت. 1332 هجري
41

بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود للسالمي

تصانيف

وينقسم رجال لوائكم المنصور يا سيدنا رشاد أفندي إلى فريقين ، فريق شرعي وفريق سياسي ، أما الفريق الشرعي ، فهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم من رجل يقول بما تقولون ، ويفعل ما تنكرون ) ، أو كما قال صلوات الله عليه : ( فأفعال هذا الفريق إنما جاءت برمتها رمدا لجفن الدين ، وليس الله في علمهم شيء ولهم من الوعيد ما يسبقون به عبدة الأوثان ) ، وأما الفريق السياسي فهو الذي أساء إلى نفسه ، وأهمل ما يجب عليه في ضبطه شأنه ، ومن كان لنفسه ظالما كان لغيره أظلم ، وقد وجدنا في سياستهم مطعنا ، وانتهينا إلى معرفة أسبابه تفيئهم ظل النفس والهوى ، فطاب لهم المقام ، في منزل الجسمانية ، والمعالم الظلمانية ، التي تناهت بهم إلى ما تراه الآن من الفتنة العمياء الصماء البكماء ، التي لا تسمع لناعق لها ، ولا تنساق لقائدها ، فلا يرجى الحق أن يطلب فيهم ضالته ، ولا للصواب أن يصيب نشدته ، فالله الله يا سيدنا رشاد أفندي في اللغة العربية التي أنتم أولياءها ، ولا يسدد أمركم إلا بها ، لأنها لغة مورثكم النيابة المقدسة ، ولا يصلح شأنكم إلا بها لأنها لغة القرآن ، والله تعالى يقول : (( وذكر بالقرآن من يخاف وعيد )) فإذا خفت الوعيد يا ابن عبد المجيد قرة عين أهل التوحيد ، عدلت وأنصفت المظلوم ، وآويت المضطهد ، وأغثت الملهوف ، وأعنت الطالب ، وسددت أمر المسترشد ، وأعطيت الفقير ، ورحمت الكبير ، واحترمت أهل الطاعة فدخلت الجنة ، فإذا لغتها العربية ، واعلم أن رعيتك فريقان ، فريق عام أهل الشعب ، فهو موضوع السيف ، وفريق خاص أولوا التوفيق وهو موضوع القرآن ، لأن العامي يرى السيف فيرتدع .

صفحة ٤٢