الجواب : فلا أعلافه ، ولا أقول فيه على الخصوص بشيء . وإنما أتكلم عن لباس الكفار من نصارى وغيرهم ، ولعل الفقراء الذين كانوا حولكم جياعا ، أمسوا ببركة لباسكم الجديد شباعا ، وتالله ما تركتم لباسكم زهدا ولا قناعة ولا اقتصادا ، ولا لقصد المواساة لفقرائكم ، ولكنه أشرب في قلوبكم حب أعدائكم ، فاستحسنتم منهم كل قبيح ، واستصلحتم كل فاسد ، وتشبهتم بحركاتهم ، وسكناتهم ، وتزينتهم بهيئاتهم ، وطبعتم ألسنتكم على لغاتهم ، ونبذتم كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، وسيرة السلف وراء ظهوركم ، فآمنتم ببعض الكتاب ، وكفرتم ببعض ، واستبدلتم بالرشد غيا ، وبالهدى ضلالا ، وبعتم الآخرة بالدنيا ، فما ربحت تجارتكم ولا أنتم مهتدون ، إلا من رحم الله وتداركه بلطفه ، فأيقض همته ، وفتح بصيرته ، وندم على خطيئته ، وراجع سيرة سلفه ورجع عن الظلمات إلى ما خرج منه من نور الهدى ، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن الإتباع ، ويجنبنا قبح الابتداع ، والملابس الفاخرة موجودة عند العرب في جميع أيامها ، كل عصر بحسب ما يليق به ، في جاهلية وإسلام ، ولم يحرم الشارع منها إلا الذهب والحرير على الرجال خاصة : ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )) وإنما تركها من تركها ، إنما لعدم وجودها عنده ، أو لزهد وقناعة .
صفحة ٢١