قال البيضاوي في تفسيره : في الآية ديليل على وجوب الهحرة من موضع لا يتمكن الرجل فيه من إقامة دينية قال : وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من فر بدينه من أرض الله إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض وجبت له الجنة ، وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد عليهما الصلاة والسلام )) .
وقال محشيه الشهاب الخفاجي : الهجرة من بلاد الكفار وبلاد لا تقام فيها شعائر الإسلام واجبة ، كما نقله ابن العربي المالكي قال : وكذا البلاد الوبئية .
وقال ابن حجر في فتح الباري : واستنبط سعيد بن جبير من هذه الآية وجوب الهجرة من الأرض التي يعمل فيها بالمعصية .
هذا كلامه وهو من طرف مما تضمنه إرشاده من المراشد البديعة والنصائح البالغة ، وأنت تعلم أنه كلام مطلع على دسائس القوم ، خبير بأحوالهم ، مشفق بأمته ، ناصح لهم ، فإن سمعت مقالته ، وسمعت نصحيته ، أخذت حضا وافرا من الحزم والكيس ، وإن أهملت مقالته ، وأطرحت نصيحته ، ألقيت بيدك إلى التهلكة ، وسلمت نفسك لعدوك وكنت من الذين وصفهم الله تعال - بأنهم أموات غير أحياء وما يشعرون ، فالله الله في نفسك ودينك ونسلك ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل )) .
صفحة ١٨