148

============================================================

سيما وأكثرهم [لم](1) يباشر الفاحشة المذكورة. لكن لعله إنما عمهم (العقاب](1)، لتقاعدهم/ عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، [4هاب) وتخاذلهم عن نصيحة بعضهم بعضا، أو تدنس ذوي العفة منهم بأنواع المعاصي، غير(4) الفاحشة، حتى صارت كلمتهم لا تسمع، وموعظتهم لا تقبل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وإما أن يكون لزيادة حسنات من لم يباشر الفاحشة، ولم يقصر فيما يجب عليه من الأمر والنهي، كما ثبت في الحديث الآخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ية: "إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمله(3. فمايزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياهاه. صححه ابن حبان. وله شاهد عند آبي داود، من طريق محمد بن خالد، عن آبيه، عن جده.

هذا جاه فيمن يكون له الطاعون شهادة ورحمة، بخلاف غير هؤلاء، فلا يكون لهم ذلك إلا مجرد عقوبة. ومن ثم تجد الكثير ممن اتصف بالصفة المذكورة، يشتد قلقه ويكثر تضجره وتكرهه، ويتحيل بوجوه من الحيل؛ في دفعه بأنواع من الأشياء التي يقال: إنها تدفعه؛ كالرقى والخواتم والبخورات والغوذ التي تعلق في الرؤوس وتكتب على الأبواب، ([و] التلبس بأنواع من الطيرة التي نهى الشارع عنها، والحمية عن كثير من الماكولات وغيرها، وإحالة الأمر على الهواء والماء من غير نظر إلى سببه الحقيقي ومادته الصحيحة، والتجنب لحضور الجنائز التي ترقق القلب، وتستجلب الدمع، وتؤثر الخشية، (1) من ف، ظ (6) في الأصل: عن- تصحيف، والصواب في ف، ظ (3) في الأصل وف: بعلمه، والتوجيه من ظ، وهامش ف.

صفحة ١٤٨