فقال الوالد ممازحا: فيه رقاق مبسوس بغير شك.
فأجاب فؤاد: وحمل مشوي لذيذ.
فقال الأب مازحا: أنى لك هذا يا قوية؟ لعلك لم تأخذه من وراء نعجة تعويضة!
فاحمر وجه الفتى وقال: كله من خيرك يا سيدي.
ثم أطرق في شيء من الارتباك، ولما مضى قوية بعد حين قال الوالد: لقد أحسنت يا ولدي في إجابة دعوته.
فقال فؤاد: لقد تمسكت مبروكة بي وألحت.
فسكت الأب لحظة ثم قال: قليل من الناس من يعرف هؤلاء على حقيقتهم، إننا يا ولدي نراهم من ظاهرهم ولا نعرف كثيرا مما في داخلهم.
فقال فؤاد في صوت خافت: لقد عرفت قوية يا أبي. - قد تكون عرفت منه جانبا وغاب عنك منه جانب، فإن هؤلاء يجمعون في أنفسهم أشخاصا أضدادا، وكلما رأيت هذا الفتى تذكرت سلومة أخاه.
وكانت ملاحظة الأب مفاجأة لفؤاد فقال في شبه صيحة: أهو مثله؟
فأجاب الأب هادئا: نعم هو مثله، وإن كنت أنت لا ترى الشبه بينهما، لقد عرفت سلومة قبل أن أعرف هذا، كان منه جانب من أنبل طباع البشر، ولكنه كان يمتزج بجانب آخر هو سلومة الذي يتحدث عنه الناس، فهل عرفت يا ولدي من أين أتى قوية بالحمل؟
صفحة غير معروفة