وأخرج ابن ماجة وابن حبان عن جابر قال: لما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة الحبشة قال: «ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة!» قال فتية منهم: بلى يا رسول الله بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء. فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم [دفعها] فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه، قالت: سوف تعلم يا عدو الله إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، سوف تعلم أمري وأمرك عنده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت، صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم».
وأخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حلقة من عند النجاشي، أهداها له، فيها خاتم من ذهب، فيه فص حبشي. قالت: فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معرضا عنه. ثم دعا أمامة بنت أبي العاص فقال: «تحلي بهذا يا بنية».
أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه عن بريرة: أن النجاشي أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفين أسودين ساذجين فلبسهما ثم توضأ ومسح عليهما.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن محمد بن إسحاق قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتابا فيه:
صفحة ٣٩