أوقات مليئة بالحسنات مع النية الصالحة
الناشر
طبع على نفقة فاعل خير
مكان النشر
يُهدى ولا يباع
تصانيف
* النية الثانية: للفوز بأجر (حسن معاملة الحيوان) ..
١ - سبب لرحمة الله تعالى قال ﷺ «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» صحيح الجامع١/ ٣٥٢٢.
٢ - سبب لغفران الذنوب قال ﷺ «بينما كلب يطيف بركية - بئر - كاد يقتله العطش رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت مُوقها - أي خفها - فاستقت له به فغفر لها» صحيح الجامع١/ ٢٨٧٦.
٣ - يوجب محبة الله تعالى، قال ﷺ «إن الله محسن يحب الإحسان فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته ثم ليرح ذبيحته» صحيح الجامع١/ ١٨٢٤.
٤ - سبب لاكتساب الحسنات، سأل الصحابة رسول الله ﷺ إن لنا في البهائم لأجرا؟ - في إطعامهم وسقياهم - فقال: «في كل ذات كبد رطبة أجر» صحيح أبو داود للألباني٢/ ٢٢٢٣.
* النية الثالثة: لعدم الوقوع في التحذير من (الإساءة للحيوان) ..
١ - سبب لدخول النار قال ﷺ «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت» صحيح الجامع١/ ٣٣٧٤.
٢ - توجب لعنة الله تعالى قال ﷺ «لعن رسول الله ﷺ من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا» البخاري:٩/ ٥٥٤،مسلم:١٩٥٨. الغرض: الهدف، والشيء الذي يرمى إليه. ومرَّ ﵊ على حمار قد وسم وجهه فقال «لعن الله الذي وسمه» رواه مسلم:٢١١٧
٣ - سبب لكسب الذنوب فقد (نهى رسول الله ﷺ أن تصبر البهائم» البخاري:٩/ ٥٣٣،مسلم:١٩٥٦، تُصبَر: تحبس للقتل.
تنبيه: اعلم أخي المسلم أن الرسول ﷺ قد أمرنا بقتل الفواسق من الحيوان ولا يدخل هذا في باب الإساءة ولكن يجب علينا أن نحسن في قتلها فقد حث النبي ﷺ على ذلك قال ﷺ «من قتل وزغة في أول ضربة كتبت له مائة حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة» صحيح الجامع٢/ ٦٤٦٠.
**
القسم الثالث:
النية في العبادات
العبادة أصل معناها في اللغة: الذل يقال طريق معبد أي مذلل لكن العبادة التي أمرنا الله تعالى بها تحمل معنى الخضوع والذل ومعنى الحب فالعبادة لله: هي كمال الذل مع كمال الحب لله تعالى.
وقد عرف شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله العبادة فقال: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة كالصلاة والصيام والزكاة.
والعباده تشمل الحياة بأسرها وحياة المؤمن كلها عباده، إن صحت النية وكان العمل موافقا لهدي سيد البشرية.
- لماذا نعبد الله تعالى؟
يجب على كل مسلم أن يعلم أولًا أنه لو تخلى الخلق جميعا عن عبادة الله ﷿ واستكبروا فإن الله تعالى غني عن الخلق لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية؛ بل إن الكون كله مفتقر ومحتاج إليه ﷿ قال تعالى ﴿يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله وهو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جيد وما ذلك على الله بعزيز﴾ فاطر١٥.قال ﷺ فيما يرويه عن ربه ﷿ «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا» رواه مسلم:٢٥٧٧
ولعبادة الله عزوجل خمس نوايا وهي:
١ - لأن العبادة حق لله على خلقه قال ﷺ «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» رواه البخاري:٦/ ٤٤،مسلم:٣٠
٢ - لأن الله سبحانه لم يخلقنا إلا لعبادته قال تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ الذاريات٥٦. فالعبادة ليست أمرا على هامش الحياة بل هي الأصل الأول الذي من أجله خلق الله الحياة وخلق السماوات والأرض والجنة والنار، وأنزل الكتب وأرسل الأنبياء والرسل.
٣ - طمعا في جنته وخوفا من ناره وعقابه.
٤ - حياء من الله تعالى وشكرا على نعمه وهذا أعظم مقام من مقامات العبودية وإليه أشار النبي ﷺ لما قالت له عائشة ﵂ حين قام من الليل حتى تورمت قدما يا رسول الله أتتكلف كل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدا شكورا» رواه البخاري:٨/ ٤٤٩، ومسلم:٢٨٢٠
٥ - لأن العبادة غذاء لأرواحنا وبدونها تموت الأرواح ومن المستحيل أن يعيش الإنسان حياة طيبة بالبدن دون الروح، قال تعالى ﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا﴾ طه١٢٤.
- قال ابن تيمية يرحمه الله: جماع الدين أصلان.
الأول: ألا نعبد إلا الله ﷿.
الثاني: ألا نعبده إلا بما شرعه على لسان رسوله ﷺ.
فهذان الأصلان هما تحقيق شهادة لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فبالشهادة الأولى يعرف المعبود وبالشهادة الثانية يعرف الطريق الذي يوصل إلى المعبود.
1 / 41