اغتنم الصحبة، فإننا حين نفترق من هذا المنزل ذي الطريقين لا نستطيع أن نلتقي أبدا!
وكل منازل الحياة ذات طريقين، بل طرق، إن افترقت بالمجتمعين لم يكونوا من اللقاء على يقين.
وبيدي الآن صفحة كتبت بخط نسخي جميل وباللغة التركية، وهي رسالة من أحد أدباء الترك إلى آخر يعرب عن تحسره على الشاعر الكبير الصديق المرحوم محمود عاكف. ولست أتذكر الآن المنشئ ولا الكاتب.
وهي صحيفة جديرة أن تترجم إلى العربية وتنشر تجديدا لذكرى شاعر الإسلام عاكف، الذي سعدنا بصحبته في مصر سنين.
وهاتان ورقتان نشرتهما، فإذا أبيات لي في وصف دمشق، إحدى ذكرياتها مسطورة بالرصاص، وللمداد فيها إصلاح وتغيير كالتمثال، ولا يزال يعمل في جوانبه إزميل النحات، وأول الأبيات:
دمشق يا قرة العيون
وبسمة القلب والجبين
لله يوم خلست فيه
ساعا من الدهر ذي الشجون
دخلت خلف العصور دارا
صفحة غير معروفة