صفات الله ﷿ الواردة في الكتاب والسنة
الناشر
الدرر السنية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
دار الهجرة
تصانيف
(الأعراف: ٥٤)؛ إلا أنَّ هذا لا يعني أنه كلما ذكرت كلمة (الأمر) في الكتاب أو السنة مضافة إلى الله؛ مثل (أمر الله) أو (الأمر لله)؛ أنها صفة له.
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى» (٦/١٧) مثبتًا لهذه الصفة ومنبهًا لهذه القاعدة بقوله: «... لفظة (الأمر)؛ فإن الله تعالى لما أخبر بقوله: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾، وقال: ﴿أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأمْرُ﴾، واستدل طوائف من السلف على أنَّ الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه، وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها؛ صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد، فيجعله صفة، طردًا للدلالة، ويجعل دلالته على غير الصفة نقضًا لها، وليس الأمر كذلك؛ فبينت في بعض رسائلي أنَّ الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى؛ فالرحمة صفة لله، ويسمى ما خلق رحمة، والقدرة من صفات الله تعالى، ويسمى المقدور قدرة، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة، والخلق من صفات الله تعالى، ويسمى (المخلوق) خلقًا، والعلم من صفات الله، ويسمى المعلوم أو المتعلِّق علمًا؛ فتارة يراد الصفة، وتارة يراد متعلقها، وتارة يراد نفس التعلُّق» اهـ.
وقال أبو الحسن الأشعري في «رسالة إلى أهل الثغر» (ص ٢٢١): «وأجمعوا على أنَّ أمره ﷿ وقوله غير محدث ولا مخلوق، وقد دلَّ الله تعالى على صحة ذلك بقوله تعالى: ﴿أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ﴾» اهـ.
1 / 70