أثر الملل والنحل القديمة في بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد الخامس والعشرون بعد المائه ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
فمن العقائد الرئيسيَّة في الديانة الدرزيَّة: إنكار ومحاربة جميع الأنبياء والرسل، وشرائعَهم، ونسبتهم إلى الجهل، لكونهم دعوا النَّاس إلى توحيد العدم - بزعمهم - وما عَرَفوا الإله الظاهر - الحاكم بأمر الله١.
والملاحظ أنَّهم يقذفون الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بأقذع وأفحش الأسماء والألفاظ؛ كالقبل، والدبر، والبول، والغائط. ولا يخلو مجلسٌ من مجالسهم من التشنيع، والسبّ، والشتم لأولئك المصطفَين الأخيار٢.
وهم يُطلقون على أولي العزم من الرسل (نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمَّد - عليهم الصلاة والسلام) اسم إبليس، والشيطان٣.
ونظرة في معتقدات القاديانيَّة تؤكِّد أنَّ زعيم هذه الفرقة، وأتباعَه يُنكرون أن تكون رسالة نبيِّنا ﷺ خاتمة الرسالات، ويزعمون أنَّ النبوَّة جارية، وأنَّ الله يُرسل رسلًا حسب الضرورة٤.
يقول محمود أحمد؛ ابن القاديانيّ الكذَّاب، وخليفته الثاني: “نحن - أي القاديانيَّة - نعتقدُ بأنَّ اللهَ لا يزال يُرسل الأنبياء لإصلاح هذه الأمَّة، وهدايتها على حسب الضرورة”٥.
ولايكتفون بذلك، بل يُفضِّلون نبيَّهم المزعوم على سائر الأنبياء، بل وعلى نبيِّنا محمّدٍ ﷺ أيضًا٦.
_________
١ انظر خطط الشام لمحمد كرد علي ٦/٢٦٤.
٢ انظر الحركات الباطنيَّة في العالم الإسلامي للخطيب ص ٣٠٢.
٣ انظر عقيدة الدروز لمحمد أحمد الخطيب ص ١٧٠.
٤ انظر القاديانيَّة والاستعمار الإنجليزي لعبد الله سلُّوم السامرائي ص ١٦٦-١٦٧.
٥ جريدة (الفضل) القاديانيَّة، عدد ١٤ مايو ١٩٢٥م. نقلًا عن القاديانيَّة - دراسات وتحليل - لإحسان إلهي ظهير ص ١٠٢.
٦ انظر القاديانيَّة لإحسان إلهي ظهير ص ٥٧-٥٨، ٦٥-٦٦.
1 / 64