التوسل أنواعه وأحكامه

ناصر الدين الألباني ت. 1420 هجري
133

التوسل أنواعه وأحكامه

محقق

محمد عيد العباسي

الناشر

مكتبة المعارف للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ

سنة النشر

٢٠٠١ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

إياهم بأن أفئدتهم لا تشعر بمحبة رسول الله ﷺ والاستدلال على ذلك بإنكارهم التوسل به ﷺ بعد وفاته. وهذه فرية باطلة، وبهتان ظالم لا شك أن الله تعالى سيحاسبه عليه أشد الحساب ما لم يتبْ إليه التوبة النصوح. ذلك لأن فيها تكفيرًا لآلاف المسلمين دونما دليل أو برهان إلا الظن والوهم اللذين لا يغنيان من الحق شيئًا. ٢- إنه قد خلط في كلامه السابق بين الحق والباطل خلطًا عجيبًا، فاستدل بحقه على باطله، فوصل من جرّاء ذلك إلى رأي لم يسبقه إليه أحد من العالمين. وإذا أردنا أن نميز بين نوعي كلامه فإننا نقول: إن الحق الذي تضمنه هو: أ- أن النبي ﷺ قريب إلى الله ﵎، وأنه كان رحمة من الله تعالى للخلق. ب- أنه لا تأثير لأحد حتى للنبي ﷺ تأثيرًا ذاتيًا في الأشياء، وإنما التأثير كله لله الواحد الأحد. ج- أنه يشرع التبرك بآثار النبي ﷺ، وأن الصحابة فعلوا ذلك في حياته ﷺ وبإقرار منه. هذه النقاط الثلاثة صحيحة لا خلاف فيها، ولو وقف الكاتب عندها لما كان ثمة حاجة للتعليق عليه. وأما الباطل الذي تضمنه كلامه وفيه الخلاف العريض فهو:

1 / 139