أشراط الساعة - الوابل
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قال: "فتذاكروا أمر السّاعة، فردُّوا أمرَهم إلى إبراهيم، فقال: لا علمَ لي بها. فردُّوا الأمر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها. فردُّوا الأمر إلى عيسى، فقال: أمّا وَجْبَتُها؛ فلا يعلمها أحدٌ إِلَّا الله ذلك، وفيما عَهِدَ إليَّ ربي أن الدَّجَّال خارجٌ. قال: ومعي قضيبان، فإذا رآني؛ ذاب كما يذوب الرصاص. قال: فيهلكه الله" (^١).
فهؤلاء أولو العزم من الرسل لا يعلمون متى تقوم السّاعة.
وروى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله ﵄؛ قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول قبلَ أن يموتَ بشهر: "تسألوني عن السّاعة؟ وإنّما علمها عند الله، وأقسِمُ بالله ما على الأرض من نفسٍ منفوسةٍ تأتي عليها مئة سنة" (^٢).
فهذا الحديث ينفي احتمال أن يكون عَلِمَها النّبيّ ﷺ بعد سؤال جبريل عنها.
قال ابن كثير: "فهذا النبيُّ الأميُّ، سيِّد الرّسل، وخاتمهم، صلوات
(^١) "مسند أحمد" (٥/ ١٨٩) (ح ٣٥٥٦)، تحقيق أحمد شاكر، وقال: "إسناده صحيح". و"سنن ابن ماجه" (٢/ ١٣٦٥)، تحقيق محمّد فؤاد عبدالباقي، وقال البوصيري في "الزوائد": "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". و"مستدرك الحاكم" (٤/ ٤٨٨ - ٤٨٩)، وقال: "هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرِّجاه"، ووافقه الذهبي. وضعفه الألباني في كتابه "ضعيف الجامع الصغير" (٥/ ٢٠ - ٢١) (ح ٤٧١٢). (^٢) "صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصّحابة ﵃، باب بيان معنى قوله ﷺ: "على رأس مئة سنة لا يبقى نفس منفوسة"، (١٦/ ٩٠ - ٩١ - مع شرح النووي).
1 / 59