أشراط الساعة - الوابل
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧)﴾ [الأعراف: ١٨٧].
فالله تعالى يأمر نبيه محمدًا ﷺ أن يخبر النَّاس أن علم السّاعة عند الله وحده، فهو الّذي يعلم جَلِيَّةَ أمرها، ومتى يكون قيامها؛ لا يعلم ذلك أحدٌ من أهل السماوات والأرض:
كما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣)﴾ [الأحزاب: ٦٣].
وكما قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا﴾ [النازعات: ٤٢ - ٤٤].
فمنتهى علم السّاعة إلى الله وحده.
ولهذا لما سأل جبريل ﵇ رسول الله ﷺ عن وقت السّاعة - كما في حديث جبريل الطويل-؛ قال النّبيّ ﷺ: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" (^١).
فجبريل لا يعلم متى تقوم السّاعة، وكذلك محمَّدٌ ﷺ
وأيضًا؛ فإن عيسى ﵇ لا يعلم متى تقوم السّاعة، مع أنّه ينزل قرب قيامها، وهو من علامات السّاعة الكبرى؛ كما سيأتي.
روى الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم؛ عن عبدالله بن مسعود ﵁ عن النّبيّ ﷺ؛ قال: "لقيتُ ليلة أُسْري بي إبراهيم وموسى وعيسى".
(^١) "صحيح البخاريّ"، كتاب الإِيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ ﷺ عن الايمان والإسلام والإحسان وعلم السّاعة وبيان النّبيّ ﷺ له، (١/ ١١٤ - مع الفتح).
1 / 58