140

كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين أو الأربعين الطائية

محقق

عبدالستار أبوغدة

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٠ هـ

سنة النشر

١٩٩٩ م

تصانيف

الحديث
وفيه دلالة عَلَى أن إطعام الطعام من سنن الإْسِلام، وَهُوَ فِي القرآن مندوب إِلَيْهِ، وفي الأخبار محثوث عَلَيْهِ، قَالَ اللَّه تَعَالَى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾، وقَالَ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾، وَقَالَ النَّبِيّ ﷺ: " ليس المؤمن الَّذِي يشبع وجاره إِلَى جنبه جائع ". ولهذا يستحب الضيافة، ويعد إكرام الضياف والجيران من جملة شعب الإيمان. وَقَالَ بعض العلماء: أحسن سير المسلمين ثلاث: إكرام الضيف، والصوم فِي الصيف، والضرب فِي سبيل اللَّه ﷿ بالسيف. أَخْبَرَنَا الإْمَام أَبُو نصر عَبْد الرَّحِيمِ بْن عَبْد الْكَرِيمِ بْن هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيّ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي الإْمَام أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الْكَرِيمِ بْن هوازن الْقُشَيْرِيّ، قَالَ: خرج عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر إِلَى ضيعة لَهُ، فنزل عَلَى نخيل قوم فِيهِ غلام أسود يعمل فِيهَا، إذ أتي الغلام بقوته، فدخل الحائط كلب ودنا من الغلام، فرمى إِلَيْهِ الغلام بقرص، فأكله، ثُمَّ رمى إِلَيْهِ بالثاني والثالث فأكله، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر ينظر. فَقَالَ: يَا غلام كم قوتك كل يوم؟ قَالَ: مَا رأيت. قَالَ: فلم آثرت هَذَا الكلب عَلَى نفسك؟ قَالَ: مَا هي بأرض كلاب وإنه جاء من أرض بعيدة جائعا فكرهت رده.

1 / 167