قد روى عن أبي ذر أنه قال كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من تمر، فلست براد عليه حتى القى الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو ذر في أمتي على زهد عيسى بن مريم، خرج من المدينة بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه إلى الشام، فلم يزل بها حتى ولي عثمان فاستقدمه وسيره إلى الربذة، فمات بها سنة إحدى، وقيل سنة اثنتي وثلاثين، وصلى عليه عبد الله بن مسعود صادقه، وهو مقبل من الكوفة مع نفر فضلا من أصحابه، فشهدوا موته، وغمضوا عينه، وغسلوه وكفنوه وقبروه. وقيل ابن مسعود لما دعي إلى الصلاة عليه بكا بكاء شديدا طويلا، وقال أخي وخليلي عاش وحده، ومات وحده ويبعث وحده، طوبى له، وحكى أنه قيل له بعد قتل عثمان يرجع إلى المدينة، فقال أطعته حيا، أفلا أطيعه ميتا، وثابت من رواية أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله (ق40ب)
الخولاني الداراني، ما في دمشق، عن أبي ذر. انفرد بإخراجه مسلم بن الحجاج، فرواه في صحيحه، عن أبي بكر إسحاق بن جعفر الصاغاني، عن أبي مسهر الغساني فقيه أهل دمشق، وقع لنا موافقة عالية في شيخ شيخه، وحكى عن أحمد بن محمد بن حنبل رحمة الله عليه، أنه قال ليس لأهل الشام أشرف من حديث أبي ذر هذا ورجال إسناده كلهم دمشقيون، إلى أبي ذر رضي الله عنه وعنهم وليس لأبي إدريس، عن أبي ذر في الصحيح، غير هذا.
البلد الخامس عشر دينور
وهي مدينة بديار الجبل، من أعمال همذان لا تخلو أمر الصالحين والإبدال، مغاريد الرجال.
صفحة ١٠