هذا حديث صحيح جليل من حديث أبي ذر جندب بن جنادة جليس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنيسه الذي عانق البلوى إلى أن يلحق بالمولى، كان من أوعية العلم المبرزين في الورع، والزهد والقول بالحق، اختلف في اسمه فقيل ما ذكرنا وقيل برير بن جندب، وقيل برير بن جنادة، وقيل جندب بن سكن، وقيل غير ذلك، والمشهور بن جندب بن جنادة، واختلف فيما بعد جنادة أيضا فقيل جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن حرام بن غفار الغفاري، وقيل غير ذلك. أمه: رملة بنت الرفيعة من بني غفار أيضا أسلم بمكة، قديما بعد ثلاثة فكان رابع الإسلام، وقيل بعد أربعة أعلن إسلامه، وأوذي في الله ثم رجع إلى بلاد قومه وأقام يسخر (ق40أ)
بآلهتهم إلى أن مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات صلى الله عليه وسلم ورضي عنه.
قال عليه السلام في حقه: «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر».
وقال علي رضي الله عنه: وعي أبو ذر علما عجز الناس عنه، ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئا منه.
صفحة ٩