[وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى] (¬1) ، ومنه الجمع ، وهو أن يجمع بين متعدد في حكم ، نحو: [المال والبنون زينة الحياة الدنيا] (¬2) ومنه التفريق ، وهو إيقاع تباين بين أمرين من نوع في مدح أو غيره ، ومنه التقسيم ، وهو ذكر متعدد ، ثم ما لكل على التعيين ، ومنه الجمع مع التفريق ، وهو أن يدخل شيئان في معنى ويتفرق بين جهتي الإدخال ، ومنه الجمع مع التقسيم ، وهو جمع متعدد تحت حكم ثم تقسيمه أو العكس ، ومنه الجمع على التفريق والتقسيم ، نحو : [يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه] (¬3) إلى غير محدود ، وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين : أحدهما أن يذكر أحوال الشيء مضافا إلى كل ما يتعلق به ، والثاني استيفاء أقسام الشيء ، ومنه التجريد ، وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله فيها مبالغة في كمالها فيه ، وهو أقسام ، منها نحو قولهم : من فلان صديق حميم ، ومنها نحو قولهم : لئن سألت فلانا لتسألن به البحر، ومنها نحو : [لهم فيها دار الخلد] (¬4) ، ومنها مخاطبة الإنسان نفسه ، ومنه المبالغة المقبولة ، والمبالغة أن يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا، أو مستبعدا؛ لئلا يظن أنه غير متناه فيه ، وينحصر في التبليغ والإغراق والغلو ، لأن المدعي إن كان متمكنا عقلا وعادة ، فتبليغ به ، أو ممكنا عقلا ، لا عادة / 12أ فإغراق ، وهما مقبولان ، وإلا فغلو ، والمقبول منه أصناف منها : ما أدخل عليه ما يقربه إلى الصحة ، ومنها ما تضمن نوعا حسنا من التخييل ، ومنها ما أخرج مخرج الهزل ، ومنها المذهب الكلامي ، نحو : [ لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا] (¬1) ، ومنه حسن التعليل ، وهو أن يدعي لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي ، وهو أربعة أضرب ؛ لأن الصفة إما ثابتة قصد بيان علتها ، أو غير ثابتة أريد إتيانها ، والأولى إما أن لا يظهر لها في العادة علة ، أو يظهر لها علة غير المذكورة ، والثانية إما ممكنة أو غير ممكنة (¬2) ، وألحق به ما بني على الشك ، ومنه التفريع ، وهو أن يثبت لمتعلق أمر حكم بعد إتيانه لغيره لمتعلق لآخر ، ومنه تأكيد المدح بما يشبه الذم ، وهو ضربان ، أفضلهما أن يستثني من صفة ذم منفية عن شيء صفة مدح بتقدير دخولها فيها ، كقوله :
صفحة ٤٢