... والمجاز : مفرد ومركب ، فالمفرد لفظ يستعمل بوضع ثان لعلاقة مع قرينة ، وكل منهما لغوي ، وشرعي ، وعرفي ، خاص أو عام ، والمجاز مرسل إن كانت العلاقة غير المشابهة كاليد في القدرة ، وإلا فاستعارة ، وقد يطلق المجاز على كلمة تغير إعرابها بحذف لفظ ، أو زيادته ، وكثيرا ما تطلق الاستعارة على استعمال اسم المشبه به / في المشبه 10أ فهما مستعار منه ، ومستعار له ، واللفظ مستعار ، والاستعارة قد تقيد بالتحقيقية ؛ لتحقق معناها حسا أو عقلا ، وهي تفارق الكذب ببنائها على التأويل ، ونصب القرينة ، ولا تكون علما إلا أن تضمن نوعا وصفته (¬1) ، وهي باعتبار طرفيها قسمان ؛ لأن اجتماعهما في شيء إما ممكن، وتسمى وفاقية ، وإما ممتنع ، وتسمى عنادية ، ومنها التهكمية والتلميحية ، وهما ما استعمل في ضده أو نقيضه ، وباعتبار الجامع قسمان ، لأنه إما داخل في مغهوم الطرفين أو لا ، وأيضا إما عامية ، وهي المبتذلة ، أو خاصية ، وهي الغريبة ، والغرابة قد تكون في الشبه ، وقد تحصل بتصرف في العامية ، وباعتبار الثلاثة ستة أقسام ، فإن الطرفين إن كانا حسيين فالجامع إما حسي ، نحو : [فأخرج لهم عجلا جسدا] (¬2) أو عقلي ، نحو : [وآية لهم الليل نسلخ منه النهار] (¬3) ، أو مختلف ، كقولك : رأيت شمسا ، وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ، وإلا فهما إما عقليان ، أو مختلفان ، بأن يكون المستعار منه حسيا والمستعار له عقليا ، أو عكسه ، وباعتبار اللفظ قسمان ، لأنه إن كان اسم جنس فأصلية ، كأسد ، وقتل ، وإلا فتبعية كالمشتق والحرف ، فالتشبيه في الأول لمعنى المصدر ، وفي الثاني لمتعلق معناه ، كالظرفية في : زيد في نعمة ، وباعتبار آخر ثلاثة أقسام : مطلقة وهي ما لم تقترن بصفة ولا تقريع ، ومجردة ، وهي ما قرن بما يلائم المستعار له ، ومرشحة وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه ، وقد يجتمعان ، والترشيح / أبلغ . ... ... ... ... 10 ب
والمركب : لفظ مستعمل فيما شبه بمعناه الأصلي .
تشبيه التمثيل للمبالغة ، كما يقال للمتردد في أمر : إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى ، وسمي التمثيل على سبيل الاستعارة ، وقد يسمى التمثيل مطلقا ، ومتى فشا استعماله كذلك سمي مثلا (¬1) .
فصل : قد يضمر التشبيه في النفس فلا يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه ، وما يدل
عليه بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به ، فيسمى التشبيه استعارة بالكناية مكنيا عنها ، وإثبات ذلك الأمر للمشبه استعارة تخييلية ، كما في قول الهذلي :
وإذا المنية أنشبت أظفارها (¬2)
وقول الآخر :
ولئن نطقت بشكر برك مفصحا فلسان حالي بالشكاية أنطق (¬3)
فصل : الكناية لفظ أريد به لازم معناه ، مع جواز إرادته ، وهي ثلاثة أقسام : مطلوب بها صفة ، فإن كان الانتقال بواسطة فبعيدة ، أو بلا واسطة فقريبة ، واضحه ، أو خفية ، ومطلوب بها نسبة ، ومطلوب بها غيرهما ، والموصوف فيها قد يكون محذوفا ، كما يقال في عرض من يؤذي المسلمين : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) (¬4) .
صفحة ٣٨