والإطناب إما بالإيضاح بعد الإبهام ؛ ليرى المعنى في صورتين مختلفتين ، أو ليتمكن في النفس فضل تمكن ، أو لتكمل اللذة به ، ومنه التوسيع ، وهو أن يؤتى في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين متعاطفين ، نحو : ( يشيب ابن آدم ويشيب فيه خصلتان الحرص وطول الأمل ) (¬1) ، وإما بذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضله ، حتى كأنه ليس من جنسه ، وإما بالتكرير لنكتة كالتأكيد ، وإما بالإيغال ، وهو ختم البيت ، أو الكلام مطلقا على خلاف فيه مما يفيد نكتة ، يتم المعنى بدونها كزيادة المبالغة ، مثاله قوله تعالى : [اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ] (¬2) ، وإما بالتذييل وهو تعقيب جملة بجملة تشتمل على معناها / للتوكيد ، وإما بالتكميل ، ويسمى الاحتراس أيضا ، وهو8ب أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود وتفصله لنكتة كالمبالغة ، وإما بالاعتراض ، وهو أن يؤتى في أثناء كلام ، أو بين كلامين متصلين معنى بجملة فأكثر ، لا محل لها من الإعراب ؛ لنكتة سوى دفع الإبهام لتنزيه ودعاء ، وجوز بعضهم وقوعه آخر جملة لا يليها جملة متصلة بها ، وبعضهم كونه غير جملة ، وإما بغير ذلك ، واعلم أنه قد يوصف الكلام بالإيجاز والإطناب باعتبار كثرة حروفه وقلتها ؛ بالنسبة إلى كلام آخر مساو له في أصل المعنى .
صفحة ٣٣