عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن
الناشر
دار اللواء للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
على الجهمية» روي هذا الحديث عن عشرة من أصحاب النبي ﷺ ونقلها عنهم أئمة البلاد من أهل الشرق والغرب انتهى.
وإذا علم هذا فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﵄ قال، قال رسول الله ﷺ: «رؤيا الأنبياء في المنام وحي» وروى ابن جرير في تفسيره وابن أبي عاصم في «كتاب السنة» عن ابن عباس ﵄ قال: «كانت رؤيا الأنبياء وحيًا» وروى البخاري في صحيحه عن عبيد بن عمير قال: «إن رؤيا الأنبياء وحي» ثم قرأ ﴿إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾ [الصافات: ١٠٢]، وروى الإمام أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في كتاب السنة بأسانيد صحيحة عن معاذ بن جبل ﵁ موقوفًا «أن رسول الله ﷺ كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق» وفي رواية لأحمد قال: «رؤيا النبي ﷺ حق».
وإذا علم أن رؤيا النبي ﷺ في المنام وحي وحق وعلم أيضًا ما تقدم ذكره في الأحاديث الصحيحة من إثبات الصورة لله تعالى فليعلم أنه يجب الإيمان بهذه الصفة وإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وقد تلقاها الصحابة عن النبي ﷺ وقابلوها بالقبول والتسليم وأمروها كما جاءت، ثم تلقاها التابعون عن الصحابة وقابلوها بالقبول والتسليم وأمروها كما جاءت، ثم تلقاها أتباع التابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء وقابلوها بالقبول والتسليم وأمروها كما جاءت، وخرجها أكابر المحدثين في الصحاح وكتب السنة وقابلوها بالقبول والتسليم وأمروها كما جاءت، ثم خلف من بعدهم خلف سلكوا مسلك أهل الكلام الباطل الذي ذمه السلف، وحذروا منه فخاضوا في تأويلها وصرفها عن ظاهرها بما سنح
1 / 46