عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" ١ وقبلهم ﵃ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الذي جاء بهذا الخير وهذا الهدى فكل من اهتدى، وكل من استفاد وكل من دخل في دين الله وعمل صالحًا فإن الله يثيب نبيه ﷺ بمثل ما يثيب به ذلك العامل من غير أن ينقص من أجر العامل شيء لأنه ﵊ هو الذي دعا الناس إلى هذا الهدى فله مثل أجور كل من استفاد خيرًا بسببه، والصحابة ﵃ هم الصلة الوثيقة التي تربط المسلمين بنبيهم ﷺ فهم الذين جمعوا القرآن وهم الذين حفظوه وهم الذين أوصلوه إلى من بعدهم وهم الذين تلقوا السنة وأدوها إلى من بعدهم فصار لهم الثواب الجزيل والأجر العظيم، ولقد شرفهم الله في الحياة الدنيا بالنظر إلى طلعة سيد الأولين والآخرين كما شرفهم بسماعهم كلامه من فمه الشريف ﷺ ورضي الله عنهم أجمعين فالذي يطعن في أولئك الأخيار، وأولئك الأسلاف فقد عمد إلى قطع الصلة بينه وبين رسول الله ﷺ، وكفى بذلك ضلالًا وخذلانًا والعياذ بالله تعالى.
والحاصل أن الأحاديث الواردة في فضلهم كثيرة وشهيرة بل متواترة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر بعض الأحاديث المتقدم ذكرها: "وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون والقدح فيهم قدح في القرآن والسنة"أ. هـ٢
وهو كما قال رحمه الله تعالى بل إن القادح في الكتاب والسنة لا حظ له في الإسلام وهذا حال الرافضة فإنهم طعنوا في الكتاب والسنة عن طريق القدح في الصحابة ﵃ إذ هم نقلة هذا الدين إلى من بعدهم،
_________
١ـ رواه مسلم في صحيحه ٤/٢٠٦٠ من حديث أبي هريرة ﵁.
٢ـ مجموع الفتاوى ٤/٤٣٠.
1 / 94