عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الذي أنا فيه ثم الثاني، ثم الثالث" ١.
فهذه الأحاديث فيها دلالة واضحة وقاطعة على أن الصحابة ﵃ هم خير القرون المفضلة وأكرمها على الله - تعالى ـ.
قال الإمام النووي: "اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه ﷺ والمراد أصحابه"٢.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "قوله: "خير أمتي قرني" أي: أهل قرني والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة ويقال: إن ذلك مخصوص بما إذا اجتمعوا في زمن نبي أو رئيس يجمعهم على ملة أو مذهب أو عمل ويطلق القرن على مدة من الزمان واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين لكن لم أر من صرح بالسبعين ولا بمائة وعشرة وما عدا ذلك فقد قال به قائل وذكر الجوهري بين الثلاثين والثمانين وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور ... والمراد بقرن النبي ﷺ في هذا الحديث الصحابة وقد سبق في صفة النبي ﷺ قوله: "وبعثت من خير قرون بني آدم" ٣ وفي رواية بريدة عند أحمد "خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم" ٤.
وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته ﷺ فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعًا وتسعين. وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوًا من خمسين فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمال أهل كل زمان والله أعلم واتفقوا أن آخر من كان
_________
١ـ صحيح مسلم ٤/١٩٦٥.
٢ـ شرح النووي ١٦/٨٤.
٣ـ صحيح البخاري ٢/٢٧٢ من حديث أبي هريرة ﵁.
٤ـ مسند أحمد ٥/٣٥٧.
1 / 84