عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي

ناصر بن علي عائض حسن الشيخ ت. غير معلوم
18

عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي

الناشر

مكتبة الرشد،الرياض

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

لعبد الله بن المبارك أرأيت قول الله ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ من هؤلاء فحدثني عن سفيان الثوري قال: هم أصحاب رسول الله ﷺ.١ وأما العلامة ابن كثير فقد ذكر في قوله تعالى: ﴿وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ قولين: أحدهما: أن المراد بعباده الذين اصطفى هم أنبياؤه ورسله الكرام. الثانية: أن المراد بعباده الذين اصطفى هم: أصحاب محمد ﷺ ورضي عنهم. ثم قال جامعًا بين القولين: ولا منافاة فإنهم إذا كانوا من عباد الله الذين اصطفى فالأنبياء بطريق الأولى والأحرى. أ.هـ٢ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقال تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ قال طائفة من السلف: هم أصحاب محمد ﷺ ولا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة التي قال الله فيها: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ ٣. فأمة محمد ﷺ الذين أورثوا الكتاب بعد الأمتين قبلهم اليهود والنصارى وقد أخبر الله تعالى أنهم الذين اصطفى وتواتر عن النبي ﷺ أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين

١ـ جامع البيان ٢٠/٢. ٢ـ تفسير القرآن العظيم ٥/٢٤٥. ٣ـ سورة فاطر آية / ٣٢-٣٥.

1 / 72