139

عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي

الناشر

مكتبة الرشد،الرياض

الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢١ هـ/٢٠٠٠ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

كل شهيد"أ. هـ١.
٥. ما رواه الشيخان بإسنادهما إلى جابر بن عبد الله يقول: لما كان يوم أحد جيء بأبي٢ مسجى وقد مثل به قال: فأردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي ثم أردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي فرفعه رسول الله ﷺ أو أمر به فرفع فسمع صوت باكية أو صائحة فقال: "من هذه" فقالوا: بنت عمرو أو أخت عمرو فقال: "ولم تبكي فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع" وفي رواية أنه قال: "تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه" ٣.
قال النووي رحمه الله تعالى مبينًا هذا التكريم والمنقبة التي نالها والد جابر بن عبد الله: قوله ﷺ: "فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع" قال القاضي: "ويحتمل أن ذلك لتزاحمهم عليه لبشارته بفضل الله ورضاه عنه وما أعد له من الكرامة عليه ازدحموا عليه إكرامًا له وفرحًا به أو أظلوه من حر الشمس لئلا يتغير ريحه أو جسمه ... وقال عند قوله ﷺ: "تبكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله" معناه سواء بكيت عليه أم لا فما زالت الملائكة تظله أي: فقد حصل له من الكرامة هذا وغيره فلا ينبغي البكاء على مثل هذا وفي هذا تسلية لها"أ. هـ٤.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وأو" في قوله "تبكين أو لا تبكين"

١ـ فتح القدير ١/٤٠١.
٢ـ اسمه عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي السلمي أسلم قديمًا وكان من النقباء وشهد العقبة ثم بدرًا، وقتل يوم أحد قتله أسامة الأعور وقيل سفيان بن عبد شمس أبو الأعور قال الواقدي: صل عليه النبي ﷺ قبل الهزيمة وهذا فيه نظر لأنه نقل إلى المدينة ولم يكن يعلم به الرسول ﷺ حتى أعادوه بعد أمر الرسول بإعادة الشهداء فصلى عليه معهم - انظر الاستيعاب ٢/٣٣١، الإصابة ٢/٣٤١، مغازي الواقدي ١/٢٦٦.
٣ـ صحيح البخاري ١/٢٢٤وص/٢١٦، صحيح مسلم ٤/١٩١٧-١٩١٨.
٤ـ شرح النووي على صحيح مسلم ١٦/٢٥-٢٦.

1 / 197