أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات
محقق
شعيب الأرناؤوط
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
وَلكنهَا صِفَات لَا كَيْفيَّة لَهَا وَلَا تتأول فَيُقَال معنى الْيَد النِّعْمَة أَو الْقُوَّة وَمعنى السّمع وَالْبَصَر الْعلم وَمعنى الْوَجْه الذَّات على مَا ذهب إِلَيْهِ نفات الصِّفَات
وَقَالَ ابْن عبد البر أهل السّنة مجمعون على الْإِقْرَار بِالصِّفَاتِ الْوَارِدَة كلهَا فِي الْقُرْآن وَالسّنة وَالْإِيمَان بهَا وَحملهَا على الْحَقِيقَة لَا الْمجَاز إِلَّا أَنهم لَا يكيفون شَيْئا من ذَلِك وَلَا يحدون فِيهِ صفة مَخْصُوصَة
وَأما أهل الْبدع الْجَهْمِية والمعتزلة كلهَا والخوارج فكلهم ينكرها وَلَا يحمل شَيْئا مِنْهَا على الْحَقِيقَة ويزعمون أَن من أقرّ بهَا مشبه وهم عِنْد من أقرّ بهَا نافون للمعبود
وَالْحق فِيمَا قَالَه الْقَائِلُونَ بِمَا نطق بِهِ كتاب الله وَسنة رَسُوله وهم أَئِمَّة الْجَمَاعَة انْتهى كَلَام الْحَافِظ ابْن عبد البر إِمَام أهل الْمغرب فِي عصره
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ قَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم إِنَّمَا يكون التَّشْبِيه إِذا قَالَ يَد كيد أَو مثل يَد أَو سمع كسمع أَو مثل سمع فَإِذا قَالَ سمع كسمع أَو مثل سمع فَهَذَا التَّشْبِيه وَأما إِذا قَالَ لله تَعَالَى يَد وَسمع وبصر وَلَا يَقُول كيد وَلَا مثل سمع وَلَا كسمع فَهَذَا لَا يكون تَشْبِيها وَهُوَ كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ الشورى ١١
1 / 139