أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
62

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

هُوَ الْمُسَمّى فيهمَا بِهَذَا الإسم فَهُوَ كَمَا أَنه هُوَ الله فِي السَّمَاوَات هُوَ الله فِي الأَرْض كَقَوْلِك مُوسَى أَخُو هَارُون فِي جَمِيع الدُّنْيَا والكعبة هِيَ الْبَيْت الْحَرَام فِي السَّمَاء وَالْأَرْض وكقولهم فلَان أَمِير فِي خُرَاسَان وأمير فِي بَلخ وسمرقند وَهُوَ فِي مَوضِع وَاحِد وَهَذَا مَوْجُود فِي اللُّغَة قَالَ ابْن تَيْمِية وَلم يقل أحد من السّلف إِنَّه تَعَالَى فِي كل مَكَان وَلَا إِنَّه لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه وَلَا مُتَّصِلا بِهِ وَلَا مُنْفَصِلا عَنهُ انْتهى وَاعْلَم أَنه قد ثَبت بِلَا ريب خلافًا للفلاسفة أَن الذَّات المقدسة كَانَت مَوْجُودَة قبل حُدُوث الْعَالم قَائِمَة بِنَفسِهَا فَلَمَّا حدث الْعَالم فإمَّا أَن يكون حدث بَائِنا مِنْهَا مُنْفَصِلا عَنْهَا وَهَذَا مُسلم عِنْد كل مُسلم وَلِهَذَا حمل الْمُفَسِّرُونَ الْآيَات الدَّالَّة على الْمَعِيَّة والقرب على معية الْعلم وقربه وَإِمَّا أَن يكون حدث مماسا لَهَا قَائِما بهَا الْوُجُود بأسره كَمَا يَقُوله بعض المتصوفة أَو قَرِيبا مِنْهَا كَمَا يدل عَليّ كَلَام كثير من الصُّوفِيَّة وعَلى هذَيْن الْقَوْلَيْنِ يَصح حمل الْآيَات على الْقرب بِالذَّاتِ والمعية بِالذَّاتِ والأشاعرة وافقوا أهل السّنة والمفسرين فحملوا الْآيَات المشعرة بِقرب أَو معية الذَّات على أَن المُرَاد بهَا الْعلم وَهَذَا صَحِيح على قَوْلهم بإعتبار أَنه تَعَالَى لَا دَاخل الْعَالم وبأعتبار أَنه لَا خَارج الْعَالم فَكَانَ الْقيَاس صِحَة حملهَا أَيْضا على الْقرب بِالذَّاتِ ومعية الذَّات لكِنهمْ لم يَقُولُوا بذلك وَلم يرتكبوا فِي

1 / 106