أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
60

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

فِيهِ لِلْقَائِلين بِأَنَّهُ تَعَالَى فِي كل مَكَان لِأَن فِي الحَدِيث أَنه يبزق تَحت قدمه أَو هُوَ على حذف مُضَاف أَي فَإِن قبْلَة الله أَو رَحْمَة الله قبل وَجهه وَقَالَ بَعضهم الحَدِيث حق على ظَاهره فَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوق الْعَرْش وَهُوَ قبل وَجه الْمُصَلِّي بل هَذَا الْوَصْف يثبت للمخلوقات فَإِن الْإِنْسَان لَو ناجى السَّمَاء لكَانَتْ فَوْقه وَكَانَت أَيْضا قبل وَجهه وَقد ضرب ﵇ الْمثل بذلك وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى وَالْمَقْصُود بالتمثيل إِنَّمَا هُوَ جَوَاز هَذَا وإمكانه لَا تَشْبِيه الْخَالِق بالمخلوق فقد قَالَ ﵇ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا سيرى ربه مخليا بِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو رزين الْعقيلِيّ كَيفَ يَا رَسُول الله وَهُوَ وَاحِد وَنحن جَمِيع فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ سأنبئك مثل ذَلِك فِي آلَاء الله هَذَا الْقَمَر كلكُمْ يرَاهُ مخليا بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله فَالله تَعَالَى أكبر أَو كَمَا قَالَ النَّبِي ﷺ وَأَيْضًا فالمؤمنون إِذا رَأَوْا رَبهم يَوْم الْقِيَامَة وناجوه كل يرَاهُ فَوْقه قبل وَجهه كَمَا يرى الشَّمْس وَالْقَمَر وَلذَلِك قَالَ ﵇ إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الشَّمْس وَالْقَمَر فَشبه الرُّؤْيَة بِالرُّؤْيَةِ وَإِن لم يكن المرئي مشابها للمرئي انْتهى وَالله أعلم

1 / 104