59

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

لَا فِي ذَاته وَلَا فِي صِفَاته وَلَا أَفعاله بل يُوصف الله بِمَا يُوصف بِهِ نَفسه وَإِمَّا وَصفه بِهِ رَسُوله من غير تكييف وَلَا تَمْثِيل وَمن غير تَحْرِيف وَلَا تَعْطِيل وَلَا تمثل صِفَاته بِصِفَات خلقه وَمذهب السّلف إِثْبَات بِلَا تَشْبِيه وتنزيه بِلَا تَعْطِيل وَقد سُئِلَ الإِمَام مَالك ﵁ عَن قَوْله ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ فَقَالَ الإستواء مَعْلُوم والكيف مَجْهُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة انْتهى مَا حَكَاهُ الشَّيْخ الْعَيْنِيّ عَن ابْن تَيْمِية رحمهمَا الله وَمن هُنَا تعرف معنى قَوْله ﵇ لله أقرب إِلَى أحدكُم من عنق رَاحِلَته أَن المُرَاد بِهِ قرب علم وَأما حَدِيث البُخَارِيّ وَمُسلم إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يبصق قبل وَجهه فَإِن الله قبل وَجهه فَقَالَ ابْن عبد البر هُوَ مخرج على التَّعْظِيم لشأن الْقبْلَة وَقَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ أَن توجهه إِلَى الْقبْلَة مفض بِالْقَصْدِ إِلَى ربه فَصَارَ فِي التَّقْدِير كَأَن مَقْصُوده بَينه وَبَين قبلته وَلَا حجَّة

1 / 103