أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
51

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

قَالُوا فَإِذا أَيقَن العَبْد أَن الله فَوق عَرْشه كَمَا وَردت بِهِ النُّصُوص بِلَا حصر وَلَا كَيْفيَّة وَأَنه الْآن فِي صِفَاته كَمَا كَانَ فِي قدمه صَار لِقَلْبِهِ قبْلَة فِي صلَاته وتوجهه ودعائه وَمن لَا يعرف ربه أَنه فَوق سماواته على عَرْشه فَإِنَّهُ يبْقى حائرا لَا يعرف وجهة معبوده لَكِن رُبمَا عرفه بسمعه وبصره وَقدمه وَنَحْو ذَلِك لَكِنَّهَا معرفَة نَاقِصَة بِخِلَاف من عرف أَن إلهه الَّذِي يعبده فَوق الْأَشْيَاء وَأَنه مَعَ علوه قريب من خلقه هُوَ مَعَهم بِعِلْمِهِ وسَمعه وبصره وإحاطته وَقدرته هَذَا الْبَدْر وَهُوَ من أَصْغَر مخلوقاته فِي السَّمَاء وَهُوَ مَعَ كل أحد أَيْنَمَا كَانَ فَإِذا كَانَ هَذَا الْبَدْر فَكيف بالرب سُبْحَانَهُ فَمَتَى شعر قلب العَبْد بذلك فِي صلَاته ودعائه وتوجهه أشرق قلبه واستنار وانشرح لذَلِك صَدره وَقَوي إيمَانه بِخِلَاف من لَا يعرف وجهة معبوده فَإِنَّهُ لَا يزَال حائرا مظلم الْقلب وَالْعِيَاذ بِاللَّه تَعَالَى قَالُوا وَهَذَا مشَاهد محسوس وَلَا ينبئك مثل خَبِير وَاحْتج الْقَائِل بالمعية وَأَنه تَعَالَى مَعَ كل أحد بِذَاتِهِ بقوله تَعَالَى ﴿وَهُوَ مَعكُمْ أَيْن مَا كُنْتُم﴾ الْحَدِيد ٤ وَقَوله ﴿مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة﴾ إِلَى قَوْله ﴿إِلَّا هُوَ مَعَهم﴾ المجادلة ٧ وَقَوله ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد﴾ ق ١٦ وَقَوله ﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم وَلَكِن لَا تبصرون﴾ الْوَاقِعَة ٨٥ وَلَا تبصر إِلَّا الذوات فَلَو أَرَادَ معية الْعلم كَمَا يَقُول الْمُخَالف لقَالَ وَلَكِن لَا تشعرون وَقَوله ﴿وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب﴾

1 / 95