125

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

الَّتِي شوهد عَلَيْهَا ابْتِدَاء
وَقَالُوا أَيْضا إِن للطبيعة وَالنَّفس الْكُلية فعلا فِي المحدثات المتكونة غير فعل الله فأعلمنا أَنه أوجده كَذَلِك دون مُشَاركَة من طبيعة أَو نفس
وَالْيَهُود قَالَت إِن آدم فِي الذَّنب كَانَ على خلاف صورته فِي الْجنَّة فَلَمَّا خرج مِنْهَا نقص قامته وَغير خلقته فأعلمنا بكذبهم وَأَنه خلق فِي أول أمره على صورته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا عِنْد هُبُوطه
وَإِن عَاد الضَّمِير على الله فإضافة صُورَة آدم إِلَيْهِ على وَجه التشريف والتخصيص لَا على مَا يسْبق للوهم من مَعَاني الْإِضَافَة كَقَوْلِهِم الْكَعْبَة بَيت الله وَإِنَّمَا خصصه بِالْإِضَافَة إِلَى الله دون غَيره لِأَن الله خلقه دفْعَة وَاحِدَة من غير ذكر وَأُنْثَى وَلَا ضمته الْأَرْحَام وخلقه بِيَدِهِ وأسجد لَهُ مَلَائكَته وَهُوَ أَبُو الْبشر فنبهنا ﵇ بِإِضَافَة صورته إِلَى الله على ذَلِك وَهُوَ نَظِير قَوْله تَعَالَى ﴿ونفخت فِيهِ من روحي﴾ الْحجر ٢٩ وَقَوله ﴿وَلَا أعلم مَا فِي نَفسك﴾ الْمَائِدَة ١١٦ وَقَوله ﴿لما خلقت بيَدي﴾ ص ٧٥
فَكَمَا لَا تدل هَذِه الْإِضَافَة على أَن لَهُ نفسا وروحا ويدين فَكَذَلِك إِضَافَة الصُّورَة إِلَيْهِ تَعَالَى لَا تدل على أَن لَهُ صُورَة
قَالَ وَأَيْضًا فالعرب تسْتَعْمل الصُّورَة على وَجْهَيْن
أَحدهمَا الصُّورَة الَّتِي هِيَ شكل مخطط مَحْدُود بالجهات
وَالثَّانِي بِمَعْنى صفة الشَّيْء كَقَوْلِهِم مَا صُورَة أَمرك فَكيف كَانَت صُورَة نَفسك وَهَذَا هُوَ المُرَاد هُنَا فَإِن الله جعله خَليفَة فِي

1 / 169