وهو: أبو بكر عتيق بن أبي قحافة، واسم أبيه أيضا عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، ولم يعلم من أحد من أئمة الهدى أنه أوصى أن تقضى عنه جميع ما تصرف فيه بحكم الإمامة في أيامه، وما يفعل هذا إلا من هو شاك في أمره، وقاطع على أن أمره غير صحيح إذ لا شك فيما يفعل بحكم الله تعالى فاعرف هذا النكتة ففيها ما فيها.
وروى الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: قال أبو بكر في مرضه الذي مات فيه ما آسى على شيء فعلته إلا على ثلاث فعلتهن ليتني كنت تركتهن ليتني كنت تركتهن ليتني كنت، تركت بيت فاطمة لم أكشفه، وإن كان قد أغلق على الحرب، وليتني ليلة ضلت بنو ساعدة ضربت على أحد الرجلين فكان هو الأمير وأنا الوزير.
وليتني كنت حين أتيت بفجاة السلمى أسيرا كنت قتلته، أو أطلقته سريحا، ولم أكن قد أحرقته بالنار. تمت رواية الطبري.
ولما ثقل أبو بكر في مرضه أوصى كما رواه جماعة، والحديث معروف أنه لما أوصى أبو بكر إلى عمر قال إني لآسا من الدنيا إلى على ثلاث: وددت إني تركتهن، وثلث تركتهن، وددت إني فعلتهن، وثلاث: وددت إني سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهن، وأما اللاتي وددت إني تركتهن: فوددت إني لم أكشف بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن كانوا أغلقوه على الحرب.
ووددت أني لم أكن أحرقت الفجاة السلمي بالنار؛ وكان يفعل به، وودت أني يوم سقيفة بني ساعدة قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر بن الخطاب أو أبي عبيدة بن الجراح؛ وكان أحدهما أميرا، وكنت وزيرا، وأما اللاتي وددت أني فعلتهن: فوددت أني حين أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه.
وودت حين وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن انهزموا كنت لهم رداء.
وودت حين وجهت خالد بن الوليد إلى الشام أني سيرت عمر إلى أهل العراق.
صفحة ٢٥