وروى الشعبي أن طلحة والزبير، وعثمان وعبد الرحمن بن عوف كانوا جلوسا عند أبي بكر في مرضه يعودونه، فقال أبو بكر ابعثوا إلى عمر فلما دخلوا عليه حست نفوسهم أنه اختاره فتفرقوا عنه فخرجوا فجلسوا في المسجد، وأرسلوا إلى علي عليه السلام ونفر معه فوجدوا عليا في حائط من الحيطان التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصدق به، فوافوا إليه واجتمعوا، وقالوا يا علي، ويا فلان إن أبا بكر مستخلف عمر، وقد علم وعلم الناس أن إسلامنا قبل إسلام عمر وفي عمر باقية [11-ج ] التسليط، ولا سلطان له فادخلوا بنا عليه نسأله فإن استخلف عمر كلمناه، فيه وأخبرناه عنه ففعلوا فقال أبو بكر اجمعوا لي الناس حتى أخبركم من اخترت لكم، فخرجوا فجمعوا الناس في المسجد فأمر من يحمله إليهم حتى وضعوه على المنبر فقام باختيار عمر عليهم، ثم دخل فاستأذنوا عليه فأذن لهم، فقالوا ماذا تقول لربك، وقد استخلفت علينا عمر فقال أقول قد استخلفت عليهم خير أهلك.
واتفقت الرواية على أن أبا بكر عند انتها أمره، ونزول الموت به قال لأصحابه: انظروا كم أنفقت منذ وليت بيت المال فاقضوه فوجدوه ثمانمائة ألف في ولايته، هذه رواية الطبري في تاريخه وفي غيره روى أبو الحسن البصري قال: لما حضرت أبو بكر الوفاة قال انظروا كم أنفقت من مال الله فوجدوه قد انفق في سنتين ونصف ثمانمائة ألف درهم قال اقضوها علي فقضوها عنه، وكانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال؛ وقيل وعشرين يوما، وقيل أربعة أشهر إلا أربع ليال. وهو ابن ثلاث وستين سنة.
صفحة ٢٤