أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
تصانيف
أما ما يرويه أهل المذهب الشريف في ذلك فلو قصدنا شرحه وتفصيله هاهنا لطال الكلام ولكنهم يكفيك أنهم يجتمعون إلى معنى واحد في أخبارهم ورواياتهم في أن عليا عليه السلام هو المؤتي الزكاة، وهو راكع تصدق بخاتمه على السائل وهو يصلي فنزلت الآية فإن النقل منهم مستفيض بأن سائلا اعترض يسأل الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعطه أحد شيئا فأشار علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ليأخذه السائل فأخذه فنزلت الآية.
قال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان عليه السلام: وقد روى عن عمر بن الخطاب أنه قال: تصدقت بنيف وعشرين صدقة وأنا راكع لعله أن ينزل في مثل ما نزل في علي عليه السلام فلم ينزل في شيئ.
وروينا عن الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني سلام الله عليه في كتابه: (سلوة العارفين ) ما هو عن يحيى بن الحسن حدثنا أبو يزيد أحمد بن يزيد حدثنا: عبد الوهاب بن دارم بن حماد عن أبي مخلد عن الحسين بن المبارك عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: أخرجت مالي صدقة يتصدق بها عني وأنا راكع أربع وعشرين مرة على أن ينزل في شيء مثل ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل.
وأما ما يرويه مخالفون فقد ذكر الإمام المنصور بالله عليه السلام في الرسالة النافعة زيدا مما رواه فقهاء العامة في هذه الآية، ونزولها وجعل ذلك عليه السلام استظهارا على المخالف وحجة عليه لكونه من باب إقرار الخصم لخصمه ونحن نذكر هاهنا ما ذكره عليه السلام ورواه عنهم منقولا بلفظه من غير زيادة ولا نقصان، ونحن نرويه عنه.
صفحة ١٣٨