أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
تصانيف
فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي وفاطمة، والحسن والحسين، وقال: هؤلاء أبناؤنا ونساءنا، وأنفسنا في قصة [38 أ-أ] المباهلة وهي متواترة؛ وأيضا فليس علي وفاطمة ابنين لرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وإنما ابناه الحسن والحسين وإلا بطل معنى الآية، ومما يدل على ذلك أيضا ما احتج به الحسن السبط بن علي صلوات الله عليهما فإنه لما توفي أمير المؤمنين عليه السلام، صعد الحسن عليه السلام المنبر فحمد الله تعالى وأثناء عليه ثم قال: ((أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- فالجد في كتاب الله تعالى الأب قال تعالى: {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب}[يوسف:38] فأنا بن البشير النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ونحن أهل البيت الذي؛ كان جبريل عليه السلام فيهم ينزل، ومنهم يصعد، ونحن الذين افترض الله مودتنا وولايتنا فقال تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}[الشورى:23] الخبر بطوله.
وأما السنة فمن ما يدل على أن أهل البيت عليهم السلام الذين ذكرهم الله تعالى في الآية ما رواه أبو سعيد الخدري قال نزلت هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[الأحزاب:33]، في نبي الله- صلى الله عليه وآله وسلم، وفي علي، وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام؛ فجللهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قال وأم سلمة على باب البيت قالت: يا رسول الله وأنا. قال: أنت إلى خير)).
صفحة ١٣٠