أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
تصانيف
فيجب أن يكون المراد بالذين إجماعهم حجة أولاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس أولاد ه إلا فاطمة وأولادها وأولادها الحسن والحسين وأولادهما في كل زمان لأنه لا نسل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من سوى ذلك.
وقد خالفت في ذلك النواصب، وعلى الحقيقة أن لا اعتبار بخلافهم لأنهم خارجون عن الإسلام بذلك، والذي يدل على صحة هذا القول اللغة والكتاب، والإجماع؛ أما اللغة: فهو أنه لا شبهة أن القائل إذا أشار إلى اثنين فقال هذان ولداي أو أبنائي أو أحدهما ابن ابني والثاني ابن بنتي فإن أهل اللغة لا يعدون هذا الكلام في أحدهما مجاز بل ما عقلوه من تناول اسم الولد لأحدهما فإنهم يعقلون تناوله الآخر على حد واحد.
يبين ذلك أن الولد كما يصح أن ينسب إلى الأب فيقال ابن فلان يصح أن ينسب إلى الأم وإلى الجد فيقال: هو ابن فلانة بنت فلان، ولهذا قيل، ولهذا قيل: محمد بن الحنفية، وقيل: ابن أم مكتوم.
وقد روي أن الأولاد في الآخرة ينسبون إلى الأم، وأما الكتاب فقوله تعالى: {ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين}[الأنعام:84،85].
فحكم الله تعالى بأن عيسى من ذرية إبراهيم عليهما السلام، ومعلوم أنه من البنت السفلى، وبهذا احتج زيد بن علي عليه السلام على بعض المخالفين. فقبل محمد بن المنكدر بين عينيه، وقال لا يزال الناس بخير ما دام فيهم مثلك، ويدل على ذلك من الكتاب أيضا ما احتج به زيد بن علي عليه السلام والناصر للحق عليه السلام، وهو قول الله تعالى: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}[آل عمران: 61].
صفحة ١٢٩