فقال عمر: سيفان في غمد لا يصلح، منا الأمراء، ومنكم الوزراء؛ فلما كثر التشاجرمد عمر يده إلى أبي بكر، فبايعه، وتبعه بعضهم فبايعه، وامتنع سعد بن عبادة عن البيعة، وجرى بينه وبين عمر كلام، وتشاجر، وقال سعد خلصني الله من جوارك، فبئس الجار أنت، وكان من كلام عمر: اقتلوا سعدا قتله الله، وقال: هممت أن أطأ بطنه، فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر وقال: والله لو فعلته ما رجعت وفي فيك واضحة، ولما ظهر ما ظهر من بيعة أبي بكر تخلف عنها الجماعة المهتدون، وامتنعوا عن بيعته لما سمعوه في أمير المؤمنين من رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وأرادوا البيعة لعلي –عليه السلام – فغلظ عليهم عمر، وجماعته، وحملوا من استطاعوا حمله على البيعة كرها، وجرى بين الزبير، وعمر ما جرى، حتى جروه وكسروا سيفه.
وجاء العباس فاظهرهم في ذلك، وقال لهم: أما أنتم يا قريش وقربكم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فهو شجره نحن أغصانها، وأنتم جيرانها، وروينا من كتاب:(نهج البلاغة) لما انتهت إلى أمير المؤمنبن -عليه السلام - أنباء السقيفة بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم [7-ج]قال علي -عليه السلام-: ما قالت الأنصار.
قالوا: قالت: منا أمير، ومنكم أمير.
قال -عليه السلام-: فهلا احتججتم بأن رسول -صلى الله عليه وآله وسلم -وصى بأن يحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم.
قالوا: وما في هذا من الحجة عليهم.
فقال -عليه السلام -: لو كانت الإمارة فيهم لم تكن الوصية بهم
ثم قال: فماذا قالت قريش.
قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال -عليه السلام-: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة.
وقال -عليه السلام -في (نهج البلاغة) أيضا فواعجباه أن تكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالقرابة والصحابة؛ وكان من قوله -عليه السلام –في هذا الكتاب:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ... فكيف تليها والمشيرون غيب فغيرك أولى بالنبي وأقرب
صفحة ١٣