أنوار اليقين في إمامة أمير المؤمنين
تصانيف
فلما قرأ الكتاب قال لابن عباس يفاخرني ابن آكلة الأكباد اللعين بن اللعين أبو اللعين فاكتب فكتب:
محمد النبي أخي وصهري
وجعفر الذي يضحي ويمسي
وبنت محمد سكني وعرسي ... وحمزة سيد الشهداء عمي
يطير مع الملائكة ابن أمي
منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ابنايا منها
سبقتكم إلى الإسلام طرا ... فمن منكم له سهم كسهمي
غلاما ما بلغت أوان حلمي
وقد ذكر عليه السلام في يوم الشورى سبقه إلى الإسلام، وأتى بهذه الأبيات، وزاد فيها بيتين لم يذكر في هذه الرواية وهما.
وأوجب بالولاية لي عليكم
فويل ثم ويل ثم ويل ... رسول الله يوم غدير خم
لمن يلق الإله غدا بظلمي
فلما ورد الكتاب إلى معاوية لعنه الله قال: يا غلام اكتم هذا فإن أهل الشام إن عرفوا هذا قتلوني بالجنادل، ولا شك أن معاوية لعنه الله انقطع ها هنا وسقط ما عنده لأنه لا سبيل له إلى مثل هذا الشرف [55-ج].
وروينا أن معاوية لعنه الله خرج يوما والحسن بن علي عنده فقال: أنا ابن بطحاء مكة، أنا ابن أغزرها جودا، وأكرمها جدودا، أنا ابن من ساد قريشا فضلا ناشئا وكهلا.
فقال الحسن بن علي عليه السلام: علي تفخر يا معاوية أنا ابن عروق الثراء، أنا ابن مأوى التقى، أنا ابن من جاء بالهدى، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالفضل السابق، والجود الرائق، والحسب الفائق، أنا بن من طاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله، فهل لك أب كأبي تباهيني به، وقديم كقديمي تساميني به قل: نعم أو لا، فقال معاوية: بل أقول لا وهي لك تصديق.
فقال الحسن:
صفحة ١١٧