قال أسامة: فعرفت أنه يدعو[6-ج] لي فرجعت إلى معسكري؛ فلما كان يوم الإثنين جاء أسامة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بركة الله فودعه أسامة وصاح أسامة بأصحابه، فأمرهم باللحوق بالمعسكر والرحيل، ومات رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم، واشتغل أمير المؤمنين وأهل بيته بجهازه، وفي خلال ذلك جاء عمر بن الخطاب يحث أبا بكر على التقدم معه إلى سقيفة بني ساعده، وعلى القيام بالأمر، وكان سبب ذلك مارويناه عن الإمام المنصور بالله –عليه السلام في: (الشافي) عن المغيرة بن شعبة أنه قال: أنا أول من صرف هذا الأمر عن أهل هذا البيت، وذلك أني أتيت يوم وفاة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو بكر لازم للباب.
فقلت: ما وقوفك هاهنا.
قال: أنتظر علي بن أبي طالب يخرج فنبايعه، فقد سمعنا فيه من الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم ما سمعنا.
فقلت: أنشدك الله في الإسلام وأهله، والله لإن فعلتم ذلك لتكونن قيصرية وكسروية ولينتظرن بها الجنين في بطن المرأة، فلم يقبل قولي فذهبت إلى عمر فلقيته فقلت: الله الله في الإسلام أني لقيت أبا بكر فهو ينتظر عليا، وقال كذا، وقلت كذا، والله لئن فعلتم هذا لينتظرن بها الجنين في بطن المرأة، ولتكونن كسروية، وقيصرية.
قال: وخف معي عمر، وكان أبو بكر لا يكاد يخالفه فما زال ينقله على الذروة والغارب، حتى أخذ بيده وسار إلى سقيفة بني ساعدة، وكان ما علمه الناس تمت روايته عليه السلام، وروينا عن غير المنصور بالله عليه السلام من الأئمة -عليهم السلام- أن عمر لما أتى إلى أبي بكر قال له: ما دعاك إلى ما يقول المغيرة انظر يا أبا بكر لا تطمع في هذا الأمر بني هاشم فإنا إن فعلنا ذلك ذهبت الإمرة من قريش آخر أيام الدنيا؛ وفي بعض روياتهم -عليهم السلام -بإسناده عن: عروة بن المغيرة بن شعبة قال: سمعت أبي يقول: إن أول من أخرج هذا الأمر من آل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -أنا.
صفحة ١١