حاشية مقدمة التفسير لابن قاسم
الناشر
بدون ناشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
تصانيف
التأويل (١)
التَّأويلُ فِي القُرآنِ: نَفسُ وُقوعِ الْمُخبَرِ بِهِ (٢)
_________
(١) أي: ذكر حكم التأويل، في لغة القرآن، وعند السلف والمتأخرين من أهل الكلام وغيرهم، قال الشيخ: التأويل: مصدر، أوله يؤوله تأويلا، مثل حول تحويلا، وعول تعويلا، وأول يئول تعدية آل، يئول أولًا وقولهم آل يئول أي: عاد إلى كذا ورجع إليه، ومنه المآل وهو: ما يئول إليه الشيء قال: فتأويل الكلام، ما أوله إليه المتكلم، أو ما يئول إليه الكلام، أو ما تأول المتكلم ومطلقا: نفس المراد بالكلام؛ وفي النهاية: من آل الشيء إلى كذا رجع وصار إليه.
(٢) أي: التأويل في لغة القرآن: هو نفس وقوع المخبر به، لا يعلم حقيقته إلا الله ﷿، وإنما نعلم بعض صفاته بمبلغ علمنا قال تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ﴾ فأخبر تعالى: أنه لا يعلم تأويله إلا هو جل وعلا، وقد جاء في غير موضع، منه قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ وذلك مجيء ما
أخبر القرآن بوقوعه من القيامة، وأشراطها، وما فيها من الصحف والموازين والجنة والنار، وأنواع النعيم، والعذاب وغير ذلك فهذا ونحوه، لا يعلم وقته، وصفته إلا الله ﷿ قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾ وكذا قوله: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ﴾ وغير ذلك فتأويل الأخبار عين المخبر به إذا وقع.
... وقال الشيخ: فالتأويل فيه، نفس الأمور الموجودة في الخارج، سواء كانت ماضية أو مستقبلة فإذا قيل: طلعت الشمس فتأويل هذا، نفس طلوعها هذا هو لغة القرآن التي نزل بها وأما تأويل الأمر، فهو: نفس الفعل المأمور به، كما قالت عائشة ﵂: كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي يتأول القرآن.
... قال: والتأويل في سورة يوسف، تأويل أحاديث الرؤيا والتأويل في الأعراف، ويونس تأويل القرآن، وفي قصة موسى، وصاحبه، تأويل الأفعال التي فعلها لعالم من خرق السفينة وقتل الغلام، وإقامة الجدار.
1 / 72