بطرس :
وأي الأقسام تريد أن أعطيك عليه؟
حريز :
إن الرجل الشريف كلمته قسم وإشارته يمين، فأنا أكتفي بما سمعت من وعدك، فانطلق الآن محروسا بعناية الله، وعد لأخيك الملك فبلغه تحيتي وإجلالي، وخبره بأن ربحي من ذلك السباق كان عظيما فقد غنمت صحبة أخيه الأمير النبيل الكريم، وغنمت أيضا خلاص رجالي في الحصن، وخرجت فوق ذلك من الميدان بكنوز طليطلة وجواهر ملوكها بني ذي النون.
الأمير بطرس :
كنوز طليطلة؟ خرجت بها بين عين الجيش وأذنه! يا لك من داهية عنيد! أكانت هذه الكنوز معك حين أتيت للمعسكر؟
حريز (ضاحكا) :
كلا أيها الأمير، بل كانت في طليطلة وفي خزائن ملوكها بني ذي النون، وإنما احتلت حتى حملت إلي مع الصاعقة، إذ أمر أخوك الملك أن يذهب إلى المدينة المحصورة من رجاله ورجالي من يأتي بالصاعقة.
بطرس :
عجبا! لقد رأيت الصاعقة حين جيء به من طليطلة فلم أر عليه شيئا من الأحمال والأثقال، فهل كان يحمل في بطنه الكنوز؟
صفحة غير معروفة