لو أذن لي الملك في خلوة (وقد رأى السيدتين).
الملك :
لا تخش شيئا يا ابن حيون، فهذه العبادية أمي وهذه بثينة بنتي، فحديثك لن يساق إلا إلي وسرك لن يجاوز أذني.
ابن حيون :
أيها الملك نحن اليوم أخوف ما كنا على هذه الأوطان، وفي مثل ما نحن فيه تجب على الأمة النصيحة للملك، وقد انتهى إلى أذني من بعض الفقهاء والمختلفين إلى ضيفك هذا يوسف بن تاشفين، أنه أصبح يرى نفسه أحق بهذا الملك منك. وقد رأيت رأيا فإن أذن الملك رفعته إليه.
الملك :
وماذا رأيت أديب الأندلس؟
ابن حيون :
أعلم أيها الملك أن هذا الضيف الذي نصرته ونصرك، وحالفته وحالفك، وقاتلت معه قتالا يبقى حديث الدهر وهو أهل لأن يغدرك، وفي غدرك ضياع الأندلس جميعا ووقوعه في قبضته البربرية الغاشمة، وقديما كان هذا سلوكه مع غير واحد من أمراء المغرب فنزع منهم ملكهم وسلطانهم وشردهم في الصحاري والقفار، فلا تفوتنك يا مولاي خطة الحزم والعزم في أمر هذا النمر ذي العمامة والمسبحة.
الملك :
صفحة غير معروفة