باب ما كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يخطب عليه يوم الجمعة
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي قال: كان في المسجد جذع نخلة يستند إليها الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا خطب الناس يوم الجمعة. فقال يوما:((من يصنع لي منبرا))؟
فقال رجل: أنا أصنعه. فقال: ((اجلس)). ثم قام آخر: فقال: أنا أصنعه. فقال: ((اجلس))، ثم قام ثالث فقال: أنا أصنعه إن شاء الله. فقال: ((اصنعه، فإن المستثني معان موفق إن شاء الله، انطلق فاصنع لي منبرا مرقاتين، والثالثة التي أجلس عليها، لكي أتبين من خلفي ومن عن يميني ومن عن شمالي، ويسمع الناس صوتي)). فلما جاء به، أمر به فوضعه في مقدم المسجد، فلما كان يوم الجمعة، صعد المنبر فسلم على الناس، ثم قال: ((آمين ثلاث مرات))، ثم نزل من المنبر إلى جذع النخلة فضمها إليه، ثم صعد المنبر فقال: ((أيها الناس، إن جبريل أتاني فاستقبلني، ثم قال: يا محمد، من أدرك أبويه أو أحدهما فمات، فدخل النار، فأبعده الله. قل: آمين، فقلت: آمين، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار، فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين. ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين. فقلت: آمين. وأما النخلة حين احتضنتها فإنها حنت حنين الناقة إلى ولدها لفراقي إياها، فلما احتضنتها، دعوت الله فسكن ذلك منها، ولولا ذلك حنت حتى تقوم الساعة)).
صفحة ١٦٦