أمالي الإمام أحمد بن عيسى
أمالي الإمام أحمد بن عيسى
كتاب الطهارة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أخبرنا الأمير الشريف الطاهر الزكي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبد الله بن محمد المختار بن الناصر بن الهادي إلى الحق -عليهم السلام- قال:
أخبرنا الشريف العالم، تاج العترة الحسن بن عبد الله بن محمد بن يحيى الحسني -رضي الله عنه وأرضاه- مناولة في شهر رجب من سنة سبع وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الأوحد محمد بن محمد بن الحسن بن علوي بن غبرة الحارثي، قراءة عليه بداره في الكوفة، في شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان المعدل، عن أبي طالب محمد بن الصباغ.
قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكاتب -رحمه الله.
صفحة ١
قال عمران: وأخبرني الشيخ الفاضل العالم محي الدين حميد بن أحمد القرشي مناولة منه لي عن الأمير السيد محمد بن أحمد أيضا بهذا الإسناد المتقدم، وقراءة على الشيخ العالم الفاضل عفيف الدين، حنظلة بن الحسن بن أحمد بن شبعان-رحمه الله- سنة تسع وتسعين وخمسمائة قراءة عليه إلى أول كتاب الطلاق، وأنا أروي وهو ما بعده إلى وسط باب الكفارات عن سيدنا القاضي الأجل شمس الدين، جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى -رضوان الله عليه- قراءة، وأروي مابعده إلى آخر الكتاب عن هذا الشيخ إجازة، وأظنه مناولة أيضا، وهو يروي جميع الكتاب غير مرة سنة إحدى وستمائة.
قال: أخبرنا القاضي الأجل الإمام الفاضل، شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين أبو الفضل جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى -رضوان الله عليه- قراءة عليه في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
قال: أخبرنا الشيخ الفاضل العدل أبوعلي الحسن بن علي بن ملاعب الأسدي -أسعده الله-.
قال: أخبرنا الشريف السيد عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي الحسيني، وأبوالحسن محمد بن أحمد بن بحشل العطار، قراءة عليهما جميعا:
قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن محمد بن الحارث، عن محمد بن الحسين البزاز المعروف بابن الصباغ، عن علي بن ماتي.
قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن منصور بن يزيد. قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي عن آبائه، عن علي -عليه أفضل الصلاة والسلام-، أنه كان إذا دخل المخرج قال:
بسم الله، اللهم، إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم، وبالإسناد المتقدم.
صفحة ٢
قال: حدثنا محمد، قال: حدثني علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام-: أنه كان إذا خرج من المخرج قال: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، الحمد لله الذي أماط عني الأذى.
وبه قال: أخبرنا محمد، قال: حدثنا علي بن أحمد بن ماتي، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع وابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان
قال: قال لي بعض المشركين، وهم يستهزؤن: إن صاحبكم ليعلمكم حتى الخراءة.
قال: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة، ولا نستنجي بأيماننا، ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن صبيح، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه عن علي -عليه السلام- قال:
نهانا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتبرز الرجل منا بين القبور، أو تحت الشجرة المثمرة، أو على ضفة نهر جار.
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله، قال: أخبرني أبي عن أبيه، عن جده، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لاصلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عز وجل)).
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا جعفر بن محمد الجرادي، عن عبد الله بن نمير، عن حجاج، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي -عليه السلام- قال: أول ما يبدأ به من الوضوء غسل الكفين.
صفحة ٣
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي -عليه السلام- أنه أتى بركوة في طشت، فأكفأ الركوة على يده فغسلها ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق من كف واحدة ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء، فمسح رأسه، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء نبيكم -صلى الله عليه وآله وسلم- فاعملوا به.
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن عمر بن حفص، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الوضوء يكفر ما قبله، وتكون الصلاة نافلة)).
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن جميل، عن ابن أبي يحيى، عن أبي ثفال، عن عبد الرحمن بن رباح، عن حذيفة، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((لا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى)).
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن جميل، عن ابن أبي يحيى، عن زيد العمي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لا وضوء لمن لم يذكر الله عليه)).
صفحة ٤
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن عمر بن حفص، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إذا قرب الرجل وضوءه فغسل كفيه، كفر الله عنه ما عملت يداه، فإذا هو تمضمض واستنشق كفر الله عنه ما نطق به لسانه، فإذا هو غسل وجهه كفر الله عنه ما نظرت عيناه، فإذا هو غسل ذراعيه كفر الله عنه ما بطشت يداه، فإذا هو مسح برأسه وأذنيه كفر الله عنه ما سمعت أذناه، فإذا هو غسل رجليه كفر الله عنه ما مشت به رجلاه)).
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا ضرار بن صرد، عن عبدالعزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تمضمض واستنشق بغرفة واحدة.
وبه قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن الحسن الجعفري، عن محمد بن جعفر: أنه كان يستنجي من الريح.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثني قاسم بن إبراهيم قال: من أدركت من بني هاشم، أو قال من أهلنا كانوا يستنجون من الريح على التنظف، وليس بواجب.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا محمد بن راشد، عن إسماعيل بن أبان، عن غياث، عن جعفر، عن أبيه، عن علي -عليه السلام-: في الرجل يخرج من دبره الدود، قال: يتوضأ.
وبه قال: حدثنا محمد، وحدثنا ضرار بن صرد، عن عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ((أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا توضأ مسح برأسه وأذنيه)).
صفحة ٥
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله، قال: حدثني حسين بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يسكب الماء على موضع سجوده)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا أبو الطاهر، قال: وحدثنا حسين بن زيد، عن جعفر، عن أبيه قال: ((كان علي -عليه السلام- يوضي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلم يكن يدع أن ينضح غابته ثلاثا)).
قال حسين: قلت لجعفر: وما غابته؟
فأشار إلى باطن لحيته.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: وحدثنا أبو الطاهر، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي -عليه السلام-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((خللوا أصابعكم قبل أن تخلل بالنار)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن هشيم، عن أبي حمزة، قال: رأيت ابن عباس -رضي الله عنهما- توضأ، فغسل قدميه، وخلل أصابعه.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا الحكم بن سليمان، عن إسحاق بن نجيح، عن الوضين بن عطاء، عن مكحول، عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسح وجهه بثوبه ثم صلى فيه)).
صفحة ٦
قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا جعفر بن محمد الهمداني، عن يحيى بن آدم، عن حسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع ابنة معوذ بن عفراء قالت: ((أتانا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فسكبت له طهورا، فتمضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه مرتين مرتين، يبدأ بمؤخر رأسه، ثم يمسح مقدمه ومقدم أذنيه ومؤخرهما، وأدخل أصبعيه في حجرتي أذنيه، وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا جعفر بن محمد عن يحيى بن آدم، عن حسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خلل لحيته وقال: ((بهذا أمرني ربي)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أبو كريب، عن يحيى بن أبي زائدة، عن مبارك، عن الحسن، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر من البول)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ((من حدثكم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يبول قائما فلا تصدقوه، إنما كان يبول قاعدا)).
صفحة ٧
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن مالك بن إسماعيل، قال: وحدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر أن رسو ل الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((لاتبولوا في الماء الناقع)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن ابن أبي داوود، عن سفيان، عن الضحاك بن عثمان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: مر رجل على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه.
باب من كره استقبال القبلة بالغائط والبول
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: أخبرني جعفر بن محمد، قال: سألت قاسم بن إبراهيم، عن استقبال القبلة بالغائط والبول، قال: إنه قد جاء من الحديث الكراهية في استقبال القبلة بالغائط والبول ما قد ذكر، وإنما ذلك في الفضاء من الأرض أشد، وقد ذكر أنه رؤي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- استقبل القبلة وهو قاعد لحاجته في مخرجه، وكراهية هذا إنما يستحب لإجلال القبلة؛ لحرمتها عن استقبالها واستدبارها بالغائط والبول، فإن فعل ذلك فاعل فأرجو أن لا يكون بآثم ولا حرج.
صفحة ٨
باب ما أمر به من السواك وفضله
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد عن آبائه، عن علي-عليهم السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الطهور، ومن أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه)).
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ما من امرئ مسلم قام في جوف الليل إلى سواكه فاستن به ثم تطهر فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى بيت من بيوت الله عز وجل إلا أتاه ملك فوضع فاه على فيه، فلا يخرج من جوفه شيء إلا دخل في جوف الملك، حتى يجيء به يوم القيامة شهيدا شفيعا)).
صفحة ٩
باب التوقي من البول
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليهم السلام- قال: عذاب القبر من ثلاثة: من البول، والدين، والنميمة.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد قال: سألت قاسم بن إبراهيم عمن يبول قائما. قال: يكره أن يبول قائما إلا من علة أو من عجلة.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني علي بن أحمد بن عيسى، عن أبيه، عن حسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر قال: إني لآمر بالمبولة فتوضع في الداخل أو يكون بيني وبينها ستر.
باب من قال لا وضوء لمن لم يسم
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: أخبرني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم في رجل توضأ فنسي أن يذكر الله، يكتفي من التسمية النية والعقد، كما يكتفى عند الذبيحة لو نسيها.
قال أبو جعفر كان أحمد بن عيسى: إذا ابتدأ في الوضوء يسمي.
صفحة ١٠
باب ما أمر به من الاستنجاء
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي -عليه السلام-، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن امرأة سألته، هل يجزي امرأة أن تستنجي بغير الماء؟ قال: ((لا، إلا أن لا تجد الماء)).
وبه قال: وحدثنا محمد، وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن أبي جعفر قال: سأله رجل، قال: المرأة تأتي الخلاء، هل يجزيها أن تستنجي بشيء سوى الماء؟
قال: لا، إلا أن لا تجد الماء.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لاتستنجي المرأة بشيء سوى الماء إلا أن لا تجد الماء)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عسيى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر عن الاستنجاء؟
فقال: ليس هو من الواجب في الطهور، ولكنه من السنة في الطهور.
صفحة ١١
باب في المضمضة والاستنشاق
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا جعفر، عن يحيى بن آدم، عن حسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن رجل توضأ، وصلى، ونسي المضمضة والاستنشاق؟
قال: يعيد.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا جعفر، عن يحيى، عن حسن بن صالح، قال: يعيد أحب إلي، وإن مضى فهو يجزيه.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا جعفر، عن يحيى، عن سفيان قال: يعيد في الجنابة، ويجزيه في الوضوء.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال:
سألت أبا جعفر عن المضمضة والاستنشاق؟ قال: ليس هو من الواجب في الطهور، ولكنه من السنة في الطهور.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: أخبرني جعفر، عن قاسم فيمن نسي المضمضة والاستنشاق؟
قال: لا يجزيه إلا أن يتمضمض ويستنشق؛ لأن الفم والمنخرين من الوجه، وقد أمر الله عز وجل فقال: ?فاغسلوا وجوهكم...?[المائدة:6] فهما من الوجه.
قال أبو جعفر في المضمضة والاستنشاق: ليس من الواجب في الطهور، ولكنه سنة، ومن نسي المضمضة والاستنشاق في غسل الجنابة أعاد، ومن نسيه في الوضوء، فقال بعض العلماء يعيد الصلاة، وقال بعضهم: لا يعيد، وكل ذلك حسن.
صفحة ١٢
باب ما يستحب أن يكون من آلة الطهور في المخرج
وبه قال أبو جعفر محمد بن منصور: رأيت في متوضأ أحمد بن عيسى كوز شبه واسع الرأس، ناء عن المخرج قليلا، وفوق الكوز كوز صغير، إذا أراد أن يستنجي غرف بالكوز الصغير من الكوز الكبير، فإذا اكتفى أعاد الكوز الصغير على رأس الكبير.
قال: ورأيت له في مقدم بيت المتوضأ كرسيا يجلس عليه، له مرقاة أو مرقاتان، وإلى جنب الكرسي تور شبه على شيء مرتفع، وللتور غطاء من خشب على قدر رأس التور له ممكن، فإذا جلس على الكرسي كان التور عن يمينه، والمخرج في مؤخر البيت، والمنديل معلق قريبا من الكرسي.
باب الاستنجاء من البول والريح والوضوء من الدود
وبه قال: وأخبرنا محمد، قال: وأخبرنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، قال: كانوا إذا أراقوا الماء أجزاهم التمسح بالحائط، وكان أبي علي بن الحسين يقول:
إذا ظهر البول على الحشفة فاغسله.
وحدثنا محمد، وحدثنا محمد بن حسين بن عبد الله الجعفري، عن محمد بن جعفر بن محمد، أنه كان يستنجي من الريح.
وبه قال: وحدثنا محمد، وبه قال: حدثنا محمد، قال: وحدثنا يحيى بن مطيع، عن عثمان بن زفر قال:
قال علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: من بالغ في الاستنجاء لم ترمد عيناه.
صفحة ١٣
باب صفة الوضوء وحدوده
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام- قال: جلست أتوضأ وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حين ابتدأت في الوضوء فقال: ((تمضمض واستنشق واستنثر)). ثم غسلت وجهي ثلاثا، فقال: ((قد يجزيك من ذلك مرتان)).
قال: وغسلت ذراعي، ومسحت برأسي مرتين، فقال: ((يجزيك من ذلك المرة)). وغسلت قدمي، فقال: ((يا علي، خلل بين الأصابع لا تخلل بالنار)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا عباد، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح مولى التؤمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لرجل من ثقيف: ((إذا توضأت فخلل أصابع يديك ورجليك بالماء)).
صفحة ١٤
وبه قال محمد بن منصور: سمعت قاسم بن إبراهيم، يقول: على المتوضئ إذا ابتدأ في الوضوء، وأخذ في غسل ما أمر الله عز وجل بغسله من كل عضو أن يصب إن شاء على يده اليمنى من الماء قبل أن يدخل يده في إنائه فيغسلها بالماء حتى تنقى، ثم يغرف بها، ويفرغ على يده اليسرى فيغسل بها كل ما يحتاج إلى غسله من قبل أو دبر، حتى يطهر ذلك كله وينقيه، ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر بغرفة واحدة، ولا يفرد إن شاء بغرفة الماء استنثارا ولا مضمضة، ثم يغسل وجهه كله، يبدأ في غسله لوجهه من أعلى جبهته، وما طلع عليها من شعر رأسه وصدغيه إلى ما ظهر من لحيته كلها على ذقنه، ويجمع لحيته عند ذلك في بطون كفيه، فإذا أتى على ذلك كله، غسل يديه إلى المرفقين، ثم مسح برأسه وأذنيه مقبلا ومدبرا ببطون يديه. ثم يغسل رجليه الى الكعبين غسلا منقيا سابغا، يغسل باطنهما وظاهرهما، ويخلل بالماء بين أصابع رجيله، ويبدأ بيمناهما قبل يسراهما، فإذا فعل ذلك كله فقد تم طهوره وأكمله.
والعرب تقول إذا أمرت بالشيء من الأرض وغيرها من ينقيه: نظف ياهذا ما تعمل ووضه، فإذا أنقاه قيل: قد وضاه.
وبه قال: أبو جعفر-ر حمه الله-: سألت أحمد بن عيسى عن حد الوضوء الذي قال الله عز وجل ?إلى الكعبين?[المائدة:6].
قلت: الكعب: وسط القدم، أو الناتئ في مؤخر القدم؟ فقال: الناتئ في مؤخر القدم أحوط، يعني يبلغ بالوضوء إلى مؤخر القدم والعرقوب.
وبه قال: أخبرنا محمد، قال: أخبرني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم، قال: إذا أتى المتطهر على كل عضو من أعضاء الوضوء فغسله، فقد صار في الطهارة إلى ما أمر الله تعالى، والله سبحانه لم يذكر العدد، وإنما ذكر الغسل فجعله للطهارة، وإنما الثلاث سنة من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فإذا غسل أكثر أو أقل، فقد أدى ما يجب عليه، وصار إلى ما أمر الله به.
صفحة ١٥
وبه قال: أبوجعفر فيمن تمضمض واستنشق من كف واحد، إن فرق المضمضة من الاستنشاق فهو أبلغ، وإن جمعهما فهو جائز، ويستحب أن يفردهما في الجنابة، وكذلك في تنقية الأنف من الجنابة.
باب مسح الرأس وتخليل الأصابع
وبه قال: أخبرنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر يقول: إذا نسي الرجل مسح رأسه وصلى فليعد الوضوء وليعد الصلاة.
وبه قال: وحدثنا محمد، وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي -عليه السلام-، قال: جلست أتوضأ وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فمسحت رأسي مرتين، فقال: ((قد يجزيك من ذلك المرة)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من توضأ ومسح على سالفتيهبالماء وقفاه، أمن من الغل يوم القيامة)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أبو كريب، عن حفص عن ليث، عن طلحة، عن أبيه، عن جده قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- توضأ فمسح بيده مقدم رأسه، حتى أتى على سالفتيه.
صفحة ١٦
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني شيخ من ولد علي بن أبي طالب، عن جارية كانت لجعفر بن محمد قالت: تسراني ابنه محمد وولدت، قالت: كنت أوضي جعفرا وكان يتوضأ ثلاثا ثلاثا، ويقول: احصي علي، قالت: وكنت أحصي عليه، فربما قال لي توضأت ثنتين؟
فأقول: نعم، توضأت ثنتين، قالت: فيغسل أخرى، وكان يبدأ آخرهن من مرفقيه، ويقول آخرهن: من ها هنا، يعني من المرفق إلى الكف.
وبه قال أبو جعفر: وكذلك بلغني عن سفيان أنه قال: آخرهن من المرفق.
وبه قال أبو جعفر: روي عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، ((أنه كان يصب الماء في راحته، ويرده إلى مرفقه)).
صفحة ١٧
باب في المسح بالمنديل بعد الوضوء
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سألت أبا جعفر عن الرجل يتوضأ ثم يمسح وجهه ويديه بمنديل؟ قال: لابأس بذلك.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا الحكم بن سليمان، عن إسحاق بن نجيح، عن الوضين بن عطاء، عن مكحول، عن ثوبان مولى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مسح وجهه بثوبه ثم صلى فيه)).
وبه قال محمد: كان عبد الله بن موسى يتوضأ في جبة من صوف، ويصلى فيها، وكان يمسح وجهه بالمنديل، وكان أحمد بن عيسى يمسح وجهه ويديه بالمنديل عند كل وضوء، وكان له منديل معد للوضوء.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن أبي جعفر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من قال إذا فرغ من وضوئه: اللهم، اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، واغفر لي إنك على كل شيء قدير، وجبت له الجنة، وغفرت له ذنوبه ولو كانت مثل البحر)).
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام- قال: (ما من مسلم يتوضأ، ثم يقول عند وضوئه مرة: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب اليك، اللهم، اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، واغفر لي إنك على كل شيء قدير. إلا كتبت في رق، ثم ختم عليها، ثم وضعت تحت العرش، حتى تدفع إليه بخاتمها يوم القيامة).
صفحة ١٨
باب الوضوء بالماء المسخن
قال أبو جعفر محمد بن منصور: كان أحمد بن عيسى يتوضأ للصلاة بالماء المسخن.
وحدثنا محمد قال: أخبرني جعفر بن محمد قال:سألت قاسم بن إبراهيم عن الوضوء بالماء المسخن؟، فقال: لا بأس بالوضوء بالماء المسخن.
باب من قال: لا تقبل صلاة إلا بطهور
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: وحدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد عن زيد، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لاتقبل صلاة إلا بطهور، ولا تقبل صلاة إلا بقرآن، ولا تتم صلاة إلا بزكاة، ولاتقبل صدقة من غلول)).
وحدثنا محمد، حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي -عليه السلام- قال: (بينما أنا ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جالسان في المسجد، إذ أقبل رجل من الأنصار حتى سلم، وقد تطهر وعليه أثر الطهور، فتقدم في مقدم المسجد ليصلي، فرأى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جانبا من عقبه جافا، فقال لي: يا علي، أترى ما أرى؟
صفحة ١٩
قلت: نعم.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ياصاحب الصلاة، إني أرى جانبا من عقبك جافا، فإن كنت أمسسته الماء فامضه، وإن كنت لم تمسسه الماء فاخرج من الصلاة)).
فقال: يارسول الله، كيف أصنع؟ استقبل الطهور؟
قال: ((لا، بل اغسل ما بقي)).
فقلت: يارسول الله، لو صلى هكذا، كانت صلاته مقبولة؟
قال: ((لا، حتى يعيدها)).
صفحة ٢٠